الأمراض النادرة | "جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.



أرى أن أصدق الجمل التي أعلمها هي تدهور الصحة على مر الزمن!
بالفعل بمرور الزمن تتدهور الصحة أكتر فأكثر وذلك نتيجة قلة الاهتمام بها، والآن الذي يراود الجميع أن فيروس الكورونا هوَ نهاية مجرى الحياة بسبب انتشارهِ الذي أدى إلى وفاة العديد من البشر، ولكن لو نعلم أن هذا الفيروس ليس الأول كما يعتقد البعض بل من قديم الأزل، مرَّ العديد من الأمراض في العالم بأكمله والذي في كل مرة أعتقد أنها نهاية الحياة!

من قديم الأزل وصل بين عامي ١٦٥ و ١٨٠ ميلاديًا مرض الطاعون الأنطوني الإمبراطورية الرومانية، وأيضًا بين عامي ٥٤١ و٥٤٢ كان يوجد الطاعون جاستينيان العالم من الإمبراطورية البيزنطية وأودى بحياة أكثر من ٣٠ مليون شخص.

وفي عام ٧٣٥ كان يوجد وباء الجدري الياباني بطوكيو وانتقل إلى البلدان المجاورة والذي استمر سنتين وإدى بهم إلى مقتل نحو مليون شخص.
وبين عامي ١٣٤٧ و ١٣٥١ انتشرت أكثر الأوبئة ضررًا على مر التاريخ وهو الطاعون الدملي وأُطلق عليه أيضًا "الموت الأسود"، تسبب في وفاة ما يُقارب ٢٠٠ مليون شخص حول العالم وبدأ في الصين ثم انتشر حول العالم بداية من أوروبا وبالتحديد إيطاليا ثم إلى مختلف أنحاء العالم.

وفي عام ١٥٢٠ انتشر الجدري الذي حصد أرواح ٥٦ مليون شخص، وظهرت الكوليرا بين عامي ١٨١٧ و ١٩٢٣ والتي ظهرت في مصر بشدة وأدت إلى مقتل نحو مليون شخص حول العالم.
ونظل مستمرين بالأوبئة التي حصدت ملايين من البشر.
 أيضًا في عام ١٨٥٥ ظهر الطاعون مرة أخرى ولكن المتطور وعُرف بالوباء الثالث والذي أودى بحياة ١٢ مليون شخص وبدأ بمقاطعة يونان الصينية ثم لينتشر إلى جميع العالم.

وفي عام ١٨٨٩ إلى ١٨٩٠ انتشر وباء إنفلونزا روسيا الذي أدى إلى وفاة مليون شخص، وفي عام ١٩١٨ تسببت الإنفلونزا الإسبانية إلى وفاة ما يُقارب من ٥٠ مليون شخص في عام واحد فقط! والذي أصاب ربع سكان العالم.

وفي عام ١٩٥٦ انتشرت الإنفلونزا الآسيوية والتي ظهرت في الصين وأدت إلى وفاة مليون شخص وهو نفس عدد الوفيات في إنفلوانزا روسيا.
وفي عام ١٩٨١ ظهرت أحد الأمراض فتكًا على مر التاريخ وهو مرض الإيدز الذي مازال منتشر حتى الآن والذي قد تسبب في موت ٣٥ مليون شخص منذ ظهوره.

ومازلت تستمر هذه الأمراض في القرن ٢٠ حيث في عام ٢٠٠٣ ظهر أتفلونزا الطيور الذي تسبب بوفاة ٤٠٠ شخص، بين عامي ٢٠٠٩ و ٢٠١٠ مرض أودى بحياة ٢٠٠ ألف شخص تقريبًا وهو إنفلوانزا الخنازير الذي بدأ في الولايات المتحدة والمكسيك حيث انتقل بعدها إلى جميع دول العالم.
والذي ظهر مرةً ثانية في عام ٢٠١٢ حيثُ يقوم هذا الفيروس بتحرير نفسه كل عامين أو ثلاث أعوام حيث في شهر يونيو في هذا العام نُشر تقديرات دراسية لمجموعة من الأطباء والباحثين أعلنت فيها عن وفاة ٢٨٠ ألف شخص لعدة أسباب منها أسباب تنفسية،وأمراض القلب والأوعية الدموية، وكان في عام ٢٠١٠ أعلنت منظمة الصحة العالمية عن وفاة ١٨ ألف شخص أثناء الوباء. 

ومنذُ ٢٠١٢ انتشر فيروس سارس الذي أودى بحياة ٧٧٤ شخصًا وفيروس ميرس الذي تسبب في وفاة ٨٢٨ شخصًا.

وفي عام ٢٠١٣ في شهر ديسمبر انتشر مرض إيبولا والذي يُعتبر قاتل شديد العدوى وعُرف بفاشية الفيروس في غرب أفريقيا وتوفي خلال ذلك العام حوالي ٦٠٠٠ شخص أثناء انتشاره، والذي عاد أيضًا في عام ٢٠١٨ وكان في جمهورية الكونغو الديمقراطية وفقد أكثر من ٢٢٠٠ شخص حياتهم.
 
وفي عام ٢٠١٣ في بولينيزيا تفشى فيروس زيكا الذي سُمي ب "صغر الرأس" حيث ينتقل من الأم الحامل إلى الجنين وأنه له علاقة بالتشوه الخلقي عند الأطفال حديثي الولادة وأن حددت منظمة الصحة العالمية أنه مرضًا وبائيًا وتكرر مرة إخرى في عام ٢٠١٥ في البرازيل وفي عام ٢٠١٦ وصل انتشار إلى أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي والذي انتقل بعدها إلى بُلدان أخرى والذي في هذا العام أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على مستوى العالم بسبب هذا الفيروس، وتم الإعلان أنه لا يوجد علاج وقائي ضد فيروس زيكا والذي انتشر بواسطة الحمى الصفراء. 

وبين عامي ٢٠١٤ و ٢٠١٦ مرض إيبولا الذي انتشر في بعض البلدان الأفريقية وبعض دول العالم أيضًا تسبب في مقتل أكثر من ١١ ألف شخص.

وأخيرًا فيروس كورونا التي كانت بدايته منذُ عام ٢٠١٢ وعُرف وقتها ب"متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" أو "متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد"، وعام ٢٠١٤ في شهر أبريل حسب آخر إحصائية نشرتها منظمة الصحة العالمية تم تشخيص ٢٥٤ توفي منهم ٩٣ شخصًا، وفي عام ٢٠١٥ زادت الإصابات بهذا الفيروس في أكثر من ٢١ دولة.

وعادت مرة أخرى باسم "الكورونا المستجد" أو"كوفيد ١٩" والتي مازالت مستمرة إلى الآن حيثُ أنه في الحادي والثلاثين من ديسمبر عُرفت أول حالة بها وأول تفشي هذا الفيروس كان في سوق هوانان في ووهان بمقاطعة هوبي في الصين ثم انتقلت إلى جميع العالم بأكمله حيثُ عدد حالته حتى الآن ١٨٨ مليون وتوفي منه ٤ مليون تقريبًا وفي مصر بالتحديد ظهر حوالي ٢٨٣ ألف حالة تم شفاء ٢٢١ ألف وتوفي ١٦.٤١٨ حالة.

وتحتل الولايات المتحدة المركز الأول من حيث عدد الحالات المسجلة وعدد الوفيات الذي توفي نحو ٣٩٠ ألف شخص.
وفي المركز الثاني البرازيل التي توفي منها ٢٠٧ ألف حالة وفاة والدولة التي ظهر بها سلالات جديدة ومختلفة من فيروس كورونا.

مازالت مستمرة حتى الآن وتحصد وحصدت أعداد هائلة من الأشخاص، ولكن ليس أول فيروس يستمر بهذا المقدار؛ لذلك أنها ليست نهاية العالم كما يعتقد البعض وأن لها فترة من الزمن وسوف تمضي أيضًا وتنتهي، وعلمتُ أن هذه الأمراض ستستمر واستمرت منذ زمن، فهي شبيهةٌ وكأنها شيء في الحياة أساسيًا في كل فترة، كل ما علينا أن نحمي أنفسنا وأن نهتم بصحتنا وصحة العائلة لنبقى في أمان وأن الحياة ليس نهايتها بمرض ينتشر، الحياة كُتبت ونهايتها لها معاد لا يعلمه أحد إلا الله.
*كُتب بواسطة:*
الصحفية:حـبـيـبـة خـلـيـفـة
جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان