لا شكوى لغير الله. | "جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


"لا شكوى لغير الله" 
اتصلت بصديقتها، كانت تريد أن تحكي لها عن أمور ضاربة عاتية حدثت معها جعلتها تبكي وتنكسر، ولم تخبر أحدًا بها؛ كانت تريد أن تخبرها هي فقط ليس لأحد آخر. 
ودار الحوار كالآتي: 
_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
= وعليكم السلام.
_ تتحدث وهي تبكي: أريد أن أخبركِ شيئًا حدث معي. 
= غير مبالية: خبر سيء؟ 
_ نعم، ولكن ماذا تعنين؟ 
= حسنًا، أنا لا أريد أن أعرف، تأتي إليّ بالأمور السيئة فقط، وأنتِ طيلة الوقت تبكين، لقد تعبتُ من بكائكِ هذا، لا أريدكِ ثانية، لا تتحدثي معي مرة أخرى؛ فلقد سئمتُ منكِ. 
_ في صدمة: أنا آتي إليكِ بالسيء فقط! أوليس الأصدقاء يكونون عونًا لبعضهم في الضراء والسراء، لم أترككِ أبدًا، وكنتُ بجانبكِ، أساندكِ، تنكرين كل هذا وتتذكرين فقط السيء! بِـأول مشكلة تحدث لي أنتِ تتركيني! تتركيني في غسق الدجى غير مبالية بِهَمِّي! ألم نكن أعز أصدقاء أنا وأنتِ! ماذا حدث بكِ؟ أنتِ تعلمين أني يتيمة وليس لي غيركِ! 
= حسنًا وأنا لا أريد أبدًا معرفتك. 
_ شكرًا لكِ، وآسفة على كل ما بدَر مني ومن يأسي، سامحكِ الله يا… صديقتي. 
وانتهت المكالمة. 
أنا تلك الفتاة التي كُسر قلبها بسبب أقرب شخصٍ لي أو مَن كانت، 
وأدركتُ حينها أني لا يجب أن أثق ثقة عمياء بهؤلاء البشر. 
تركتُ الهاتف وجلستُ أبكي بشدة أكثر، وعُدتُ لدجنتي، مغلقة عينيّ، وعندما فتحتهما وجدتُ أمامي "قرآن"، توقفتُ عن البكاء سائرة نحوه، وفتحته وقلبي منكسر، وقرأت أول آية وقعَت عليها عيناي ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِيٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ انشرح قلبي فجأة بعد قراءتي تلك الآية العظيمة، وذهبتُ لِأُصلّي لِـربي، كنت بعيدة جدًا عنه؛ لذلك كنتُ أشعر دائمًا بِضِيق دون أن أدري ما السبب وراء هذا الضيق، ورغم أني كنتُ بعيدة كان هو دائمًا بجواري ولم يتركني أبدًا. 
وأنا أُصلي كنتُ أشعر براحة كبيرة لم أشعر بها من قبل، كأن كل همومي أُزيلت، ولم يعد هناك هموم على قلبي، وتلاشى الديچور الذي كان قابعًا في نَفْسي وأصبح نورًا،
أدركتُ أن قربي لربي هو الشيء الوحيد الذي يُفرحني؛ لذلك لن أكون بعيدة مرة أخرى عن ربي، وأدركتُ أنه لا شكوى لغير الله.

للكاتبة رضوى الجلاد.

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان