رواية ملاك | "جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


"رواية ملاك"

الفصل الأول 

في مدينة القاهرة تشرق الشمس على جميع أنحاء القاهرة؛ لتخبر الناس بيوم جديد جميل على بعضهم والبعض الآخر لا، لتدلف الشمس بأشعتها الذهبية إلى قصر يشبه الجنة في اتساعه، وهو قصر الدكتور أدهم السيوفي فهو أشهر دكتور قلب _ليس في مصر فقط بل في جميع أنحاء البلاد_ ورغم كل ما يملك من الثروة إلا أنه لم يكن مغرورًا أو متكبرًا مثل باقي الطبقة العليا، بل كان رحيمًا يحب المساعدة ورغم كبر سنه الذي يتخطى الستين عاما لم يتوقف عن عمل عمليات القلب حتى جاء ذاك اليوم المشئوم:

دكتور محمود: دكتور أدهم في شخص محتاج يعمل عملية قلب مفتوح لابنه الصغير.

دكتور أدهم: تمام أنا هعمله العملية بس هو عنده كام سنة.

دكتور محمود: أعتقد ١٦ يا دكتور.

دكتور أدهم: تمام محتاج أتكلم مع والده شوية لو سمحت.

دكتور محمود: تمام يا دكتور هبلغ والده، بس حضرتك هتيجى المستشفى؟ 

دكتور أدهم: أنا جاي حالًا.

دكتور محمود: تمام يا دكتور تيجي بالسلامة.

دكتور أدهم: مع السلامة.

أغلق أدهم مع الدكتور محمود، وذهب لكي يؤدي فريضته [أعلم أنكم تتسائلون الان كيف لشخصٍ أن يكون من أغنى أغنياء البلاد، ويؤدي فرائضه، إنها السعادة يا سادة، نعم الصلاة سر السعادة، كيف لشخصٍ أن يمتلك كل هذه الثروة ولا يشكر الله، إنه الملجأ الذي نلجأ إليه وقت ضعفنا، هو الحبيب الذى لا يخذل حبيبه، فهو الجبار الذي سيجبر بخواطر قلوبنا] بعدما انتهى أدهم من أداء فريضته اتجه نحو غرفة ابنته الوحيدة، فبعد موت زوجته أصبحت كل شيء بالنسبة له..
ادهم: ملاك!
ركضت ملاك نحو والدها لتضمه..
ملاك: بااااابي.
ضمها إليه بشدة، فهو يخاف عليها كثيرًا، يخاف أن يفقدها مثلما فقد زوجته [ملاك أدهم السيوفي ابنة الدكتور أدهم السيوفي، فهي في الثاني والعشرين من عمرها تمتلك عيونًا سوداء كسواد الليل بدون قمر ولا نجوم، تمتلك جسمًا رائعًا ونحافة متوسطة، تلتحق بكلية الطب قسم علم نفس، فهي حلم حياتها أن تصبح طبيبة متخصصة في علم النفس فهذه آخر سنة لها في الكلية] 

أدهم بضحك: ينفع كدا بقالي يومين عايز أتلم عليكِ، ونقعد نتكلم زي زمان ومش لاقيكِ أعمل إيه أنا بقا أكلم الحيطان؟

ملاك بضحك: أعمل إيه يا DAD بس أنت عارف إن دى آخر سنة ليا في الكلية وبننزل تدريب.

أدهم بحب: ربنا معاكِ يا ملاكي، صح نسيت أقولك العيادة بتاعتك جاهزة تقدري تبدأي وقت ما تحبي.

ملاك بفرحة: بجد يا DAD أنا مش مصدقة نفسي يعني خلاص هعالج مرضى، وهحبب الناس في نفسها بدل ما كانت بتنتحر، أنا بجد فرحااانه مووووت بجد أنا بحبك أوي يا دكتور أدهم.

أدهم بضحك: دكتور أدهم!! تمام وأنا كمان بحبك يا دكتورة ملاك، وفخور بيكِ لحد السما.

ملاك: أنا اللى فخورة بيك يا أحسن دكتور في مصر كلها، بس أنا خايفه لحسن العيادة تقصر على دراستي، ومش أعرف أجيب تقدير كويس زي كل سنة.
ادهم: أنا متأكد إنك مش هتقصري في دراستك، وتعرفي تفرقي بين شغلك ودراستك.
ملاك: تعرف أنا بحسد نفس علشان أنت أبي.
ادهم: ليه!
ملاك بحب: علشان مهما أنا عملت أنت بتكون فخور بيا حتى لو كانت الحاجة دي ملهاش قيمة، أنت بتكون فخور بيا وبتشجعني، نفسي الدنيا كلها يكون عندها أب حنون زيك بيعرف يفرق بين شغله وأهله وأولاده، بيعرف يفرق بين كل حاجة في حياته، أنت عارف لو كل الدنيا فيها أب زيك مكنش حد فكر في الانتحار، لو كل أب يقعد مع أولاده دقيقة واحدة بس يشوفهم بيفكروا في إيه، عايزين إيه مكنش حد راح عند دكتور نفسي يتعالج، مكنش حد انتحر كانت البلاد هتعيش في سلام. 
أدهم بمرح: ومكنش هيكون في الدكتورة ملاك.
ملاك: أبي أنا بتكلم بجد، إنت مفكر لو مفيش حد جه في العيادة أنا هكون زعلانة! بالعكس أنا هكون فرحانة جامد، عارف ليه؟ علشان هتكون الناس نفسيتها كويسة؛ لأن النفسية أهم من العلاج، النفسية أهم من كل حاجة.
أدهم: طب إفرضي مثلًا أهلهم منعوهم إنهم يروحوا عند دكتور نفسي، أو هما في قرية ومفيش عندهم دكتور نفسي، أو خايفين يروحوا عند دكتور نفسي الناس تفكر إنهم مجانين، دي كلها احتمالات يا ملاك مش معنى إن محدش جه عندك العيادة إنهم بخير. 
ملاك بحزن: فعلًا صح. 
ادهم: أنا عندي فكرة..
ملاك بمرح: وسايبني أفكر من الصبح قول قول.
أدهم بضحكة خفية: حاضر إيه رأيك نعمل في كل قرية عيادة متخصصة لدكتور نفسي، ويعالج المرضى من غير أي تكاليف مادية، وبكدا نكون حلينا مشكلة القرى اللي مفهاش طبيب نفسي، وبالنسبة للناس اللي أهلها مانعينهم إنهم يروحوا لطبيب نفسي ممكن أنتِ يا حببتي تعملي صفحة على الفيس وتبدأي تتكلمي عن المشاكل اللي بتواجه الناس وحلها، وأكيد في ناس هتبدأ تتكلم في الكومنتات على المشاكل، وأنت تبدأي تحليها، ها رأيك إيه؟
ملاك بإنبهار: أنا بجد مش مصدقة، رغم إني لسة في الكلية وبدرس بس أنت واقف جنبي، وكمان بتقولي رأيك في كل حاجة، وكلامك يدخل القلب، بجد أنت أعظم أب شوفته في حياتي ربنا يديمك ليا يا أحسن أب. 
أدهم: ويديمك ليا يا أحسن بنوتة في الدنيا، يلا سلام دلوقتي ولينا قاعدة تانية بليل لما أرجع.
ملاك: تمام وأنا مستنياك.
أدهم: مش هتروحي الكلية النهاردة؟
ملاك: لا النهاردة أجازة.
ادهم: تمام عايزة حاجة؟
ملاك: عايزة سلامتك يا حبيبي.
قام أدهم من مكانه وخرج من الغرفة، وذهب إلى خارج القصر وركب سيارته وقادها، فهو يحب أن يقود سيارته بنفسه، توقف أدهم بالسيارة أمام أكبر وأفخم مستشفى على الإطلاق فهي مشفاه {ملاك الأدهم} نعم فهذه المستشفى له بالفعل، فهذه أول المستشفيات التي قام ببنائها بعدما تخرج من الكلية، فكان له هدفٌ يسعى إليه، ولكن لم يحقق أهدافه كاملة فليس له إلا هدف واحد لم يتحقق بعد ولكن هل سيحققه، أم للقدر رأيٌ آخر؟

بذلك ينتهي الفصل الأول من رواية ملاك.

بقلم عبير صلاح سليمان"عاشقة الظلام".

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان