
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
"حينما أتذكر"
عند صغري كنت أعتقد بأن الكبر شيء جميل، لم يكن همي حينها إلا متى سأصبح شابًا ناضجًا، الجميع يقدره ويحترمه، شابًا يتنقل من مكان لآخر ومن بلدة لأخرى دون قلق عليه ولا خوف ولا رهبة، شابًا يجتاز العقبات بمفرده دون أن يعتمد أو يتكيء على أحد، شابًا يعي جيدًا ما يقوله وما يفعله، ويتصرف في كل الأمور بعقلانية، متى سأفرض آرائي والجميع يطيعها؟ تركت المرحلة التي لا سبيل في رجوعها، المرحلة التي لو وضعت كنوز الدنيا أمامها لا تسوى شيئًا وانشغلت أفكر بعين لا تبصر وأذن لا تسمع ولسان لا ينطق وقلب لا يشعر، انشغلت بكل حواسي وظللت أفكر بعقل لا يعي ولا يدرك عقل طفولي كل غايته أن ينال ما تناله الناس وتمتليء يده بما تمتليء به أيدي الناس، طفل مراده أن كل ما تراه وتقع عليه عينه يكون له وملكه، هكذا كنت أفكر متى سأكون قائدًا لنفسي ومديرًا لشئون حياتي؟ متى سأحقق كل ما أحلم به وأصل لما أريد وما تهواه نفسي؟ وعندما أصبحت شابًا عاقلًا ناضجًا هذه المرحلة التي كنت أشتاق لها وبشدة في صغري أدركت، بل أيقنت بأنها لا شيء أمام تلك المرحلة التي مرت بلمح البصر واجتزتها دون أن أشعر، كيف مرت؟ وكيف انقضت؟ ثم أين ما خططت له وما رسمته في مخيلتي حينها وما جال بخاطري من احلام وظننت أني سأحققها؟ أين القيادة الشخصية والتفكير الحر؟ ثم أين السعادة التي جالت بخاطر الطفل البريء الذي يفكر ويحلم دون تكلف؟ أين كل هذا أنا لم أرى منه شيء إلا المشقة؟ كل ما أتذكر لحظة الحزن التي كانت عبارة عن مسألة وقت وتذهب سدى بمجرد أن تغمض جفون أعيننا ونغرق في النوم، حينها الليل كان ليلًا وهو فترة النوم والكف عن اللهو واللعب والنهار نهارًا وهو فترة الإنطلاق والمغامرة، أما الآن فالحزن يستغرق أوقاتًا بعيدًا وأحيانًا يظل إلى أمد بعيد والليل والنهار أصبح لا فرق بينهما فالليل يبقى ليلًا حتى وإن أشرقت الشمس والنهار رغم الضوء الذي يعم الكون نراه معتمًا كظلمة الليل الذي اختفي من سمائها القمر لم يكن بحسباني أن حين تختفي مرحلة الصغر تختفي معها كل الآمال والأحلام يختفي معها الصدق والنقاء والراحة والأمان كل ما أتذكر تدمع العين ويخفق القلب ويطرب الوجدان أود لو يرجع الزمن وأعطي حق ما ضيعته أضعافًا مضاعفة ولأصحح نظرتي حول هذه المرحلة التي لا تعاد ولا تكرر وأن كل مراحل العمر لا شيء أمامها.
لـِ سمر جابر"الدرة المصونة حور".
التصنيف
نصوص
جمدااان يا صحبي
ردحذفربنا يزيدك من علمه♥♥♥♥♥
جميل جدا
❤❤❤❤
ردحذفاللهم بارك ربنا يزيدك يا حبيب من نجاحلنجاح ❤💪
ردحذفاللهم بارك من نجاح لي نجاح ياصحبي بالتوفيق الدائم يارب 😍
ردحذف