مُزَيَّفَة أنا | "جريدة غزل"

"مُزَيَّفَة أنا"

 كل شيءٍ مُزيف حتىٰ ابتسامتي الصافية، طفولتي البريئة، ما حدث لي ما كان لِشاب أو كهل ليتحمله، أنا لستُ بِبشرية، أنا عبارة عن كائن مُخيف يشبه الدمية التي يصطحبها شخص مهمل لا يعتني بها الجميع، يُتعامل معي وكأني امرأة كبيرة في العقد الثالث مِن عمرها، لقد بُهتَت ملامحي، لكن أظهر أمام الجميع بِتلك الابتسامة المرسومة دائمًا، أظهر وكأني امرأة ثلاثينية العمر حَقًّا ولستُ بطفلة في الثامنة مِن عمرها، أتحمل المسئولية، أتغاضى عن آي أذية، أسامح بِكثرة، تنازلتُ عن حق نفسي في الكثير والكثير، تعرضت لِلإهانة والضغط كثيرًا، لكن أنا قوية دائمًا في أعين الناس، لكن بِداخلي طفلة صغيرة منطفئة، شحب وجهها، كُسر فؤادها، دُفنت أمانيها، وطموحاتها أصبح داخلي هبوًا، لا يصلح لِشيء قلبي الذي ينبت الزهر ممزوجًا بِرائحة طيبة يستنشقها كل مُتحدث معي مِن خلال كلماتٍ تقال بكل صدق، وصفاء نية أصبح شبيهًا بِصحراء جرداء بها الشوك والرمال طاغيات، لقد تعلمت الكثير والكثير، لكن لأن لكل شيء ثمن، فَكانت برائتي، وهدوئي، وزهور قلبي ثمنًا لِتعلم بعض المفاهيم العامة الخاطئة لِلتعامل مع الغير، وأعلم جيدًا أني كبرت، ولست بِطفلة، الآن عليَّ الاعتماد علىٰ نفسي، وأمتنع عن اللهو واللعب حتىٰ امتنع قلبي عن كل شيء.

الكاتبة أمينة_عبدالرازق_شاهين.