
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
"رسالة إلـى عالم آخر"
أجهشتُ بـِبُكاءٍ حاد يختلطُ بِصمت لَم يلحظ أحد، لم أهتم، فأنا هُنا أجلس وأنا أتعفن مللًا أكادُ أحتـرق مِن اللاشيء أُريد الصراخ بِدون سبب منطقـي، لم يعلم أحد ما يحُث داخل الغرفة المُتلّبسة بالظلام عدا تِلك البقعة الذي أكتُب فيها لكِ، الإضاءة هُنا خافتة تُفتك بـِأعصابهُم وتُريحُنـي أنا وتدُب فـي أوصالـي بعض الهدوء والسلام النفسـي الظاهري بالنسبةٍ لهم، أنا هُنا فـي ضياعٍ لذيذ، أُصارِع الملل بِهدوء وقد زادت همومـي مِن هدوء وثبات أعصابـي أما أننــي فـي الداخل أصرُخ، مِن أيام تم تشخيصـي بالإكتئاب الحاد، وبالفعل لم يخطئون التشخيص، الأجواء هُنا تدعو لِلكـأبة المكان هُنا خالـي من النور سوى البقعة التـي أجلِسُ بِها بِتلك الإضاءة الصفراء الباهتة، المكان خالـي من أي صوت سوى شهقات متتالية وانتحـاب يُخبئهم صوتُ الرياح الذي يدُب فـي ثنايا قلبـي الرُعب وبعضٍ من السكينة، لا أعلم لِما أكتُب لكِ الآن، ولا أعلم سـتصِلُكِ تِلك السطور أم لا، وهل ستعرفين أن سِر تخالط الحروف من الدموع الساكنة التي تترُك أثر في تِلك الأوراق الباهتة؟! كيف حالُك؟! تُعانـي مثلـي ويكادُ مكانك يكون محفورًا من سكونِك، أم تُعانين من فقدان الشغف ولا تريدين إكمال حياتك حتـى تُصبحين آلة دون هدف؟! أكتُب لكِ لـِأول مرةٍ ولا أعلم إن كُنتِ سـتهتمين بكِ فـي ذَلِك العالم، أسمعُ أصواتِهم تُنادي لـي تعلمين لماذا؟!
كـي أصنع لهم كوبًا من القهوة المريرة، وعلـى ذِكر القهوة تعلمين أنها أصبحت رفيقتـي الجديدة وآنيسة وحدتـي؟ لا داعِ لأي حديثٍ آخر عنها أعلم أنكِ علـى معرفةٍ بِها، وإن أخبرتُكِ سـأُصاب بِـملل وتعلمين تأثير الملل علـى أوصالي؟ هُم ينعتونـي دائمًا بـِالبومة، وهل يستحقُ طائر لطيف كهذا؟ وهل يُعانـي بِمثل ذلك الحُزن؟! أصواتِهم تتعالـى عزيزتـي، أُراسِلُكِ فـي وقتٍ لاحق.
لـِ بــســمــلــة حــســيــن.
التصنيف
نصوص