
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
"أوضة حياة"
مع كل إنكسار، يوجد اختيار ما بين المواجهة وما بين الوقوع والتخلي، بس للأسف التخلي هنا هيبقى شامل حاجات كتير، اللي أجتهد فيه طرف لسنين، نفس تعبت من المواجهة، الطرف ده هيتخلى بس علشان يستريح، تعب من المعافره في دنيا كلها كام باب، في كل باب منهم انغمر في لهفة البدايات وفي كل بداية حكاية ليها حلاوه وفي الآخر خذلان، لحد ما جه اليوم عليه، تعب، زهق، معرفش، بس اللي أعرفه أنه تخلى، واتجه لباب جديد، بس المره دي كان باب أوضته، قافلها عليه وفضل جواها عاش بسلام أينعم أوضته مافيهاش ونس، بس قرر المره دي يبقي ونس نفسه"أكتفاء ذاتي"، كل اللي حواليه مستغربين ليه عمل كده، ليه كئيب، ليه مش راضي يسمح لحد يدخل حياته"أوضته" حتى بقى ليه طبق لوحده، كوباية، معلقة، بقى ليه حاجات خاصة بيه لوحده، الكل مستغرب، الكل مندهش من"أيمن" ليه مكتفي بنفسه للدرجة دي، توصل أنه حتي يتنازل عن التعامل مع أهله! نادية"أم أيمن" خافت على ابنها فقررت أنها هتدخل حياته"أوضته" بالعافية لازما تفهم فى أى! وأول ما دخلت شافت الأوضة ضلمة، معقول حتى أتنازل عن اللمبة، حتى اللمبة! لاقته نايم على سريره، جنبه مصحف، لمست شعره، طبطت عليه وبدون أي مؤاشرات دموع كالمطر من الأم، الأم فكرت إن أبنها مستريح في حياته دي"أوضته" لأن فيها نت، مكيف، مكتبة كبيرة وفيها كتب كتير، فكرت أنه فعلًا عايش حياة جميلة ف حياته دي"أوضته" بس أتخضت من اللي شافته" أوضة يسكنها جسد فقط" بهدوء همست وقالت لأيمن: ليه يا أيمن ليه عامل في نفسك كده، ليه عايش العيشه اللي تقصف العمر دي يا ابني، ليه بتوجع قلبي عليك؟
أيمن"دون تردد": هقولك جملة واحدة يا أمي و بعدها تخرجي.
الأم: حاضر يا ابني، بس طمني عليك، طمني عليك ربنا يرضي عنك.
أيمن: عايز أعيش في أوضة بحياة مش حياة بلا أوضة.
الأم بتعجب: لا حول ولا قوه إلا بالله، ربنا يهديك يا ابني وييسر حالك.
"أيمن كان يقصد إن حياته اللي متمثلة في الأوضه حياة هادية بعيدة عن أي مشاكل لأنه جرب الحياة في العالم الخارجي، للأسف اتخذل واتهدمت كل أحلامه اللي خطط ليها سنين وتعب علشانها، أيمن زى أي شاب أحلامه وردية، كلية برغبتة مش رغبة المجموع، شغل برغبتة مش رغبة المجتمع، حتى البنت اللي حبها بل عشقها ومقرر بينه وبين نفسه إنها البيت والعيلة مش هتبقى غير بيها صحى في يوم شاف صورة ليها ولصاحبه وتحتها كاتبة بالبنط العريض"أعظم انتصاراتي" أيمن اتحطم من كل الاتجاهات بص للاوضة لاقها مريحة فحب يكمل بقيت حياته فى راحة"فى أوضتة".
لـِ دعاء صبحي"أبوالنيل".
التصنيف
اسكريبت