
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
هجرتهم جميعًا، لم يعد قلبي يتحمل الوعود الزائفة بالبقاء فاطمئن وبعد أن تبدأ روحي في السكون، أفِيقُ من غفلتي على صوت روحي المُهشمة وقد كُسِرت وكأنها في قبضة أحدهم يلهو بها كما يشاء، والآخر يعبث بكل رُكن قد أصبح تائهًا مما فعلته فيه الأيام.
تحدثتُ مع نفسي بصدق وقد كانت هذه هي المرة الأولى، وقد تمنيت ألا تكون الأخيرة- من حديثي في هذا الأمر، سألتها لماذا كُتب عليّ الأرق وأنا من لا يُؤذي غيره ولو بنظرة، كُتب عليّ الحزن وأنا من يسير بينهم مُهشم الرُوح فيجبُر هذا وذاك لماذا أنا؟
فور طرح هذا السؤال في حديثي الأول من هذا القبيل من نفسي فجأة تردد في ذهني آية كُنت قد استمعت لها ذات صباح وأنا أحتسي قهوتي المُفضلة بجوار والدتي ولم أكن وقتها أهتم لشيء؛ تردد في ذهني قول ربي 《ومن أعرض عن ذِكري فإن له معيشة ضنكى》، يا الله معيشة ضنكي! أيُعقل أنّ ما أنا عليه الآن هو العيشة الضنكي؟ أيعقل أن أُكمل حياتي مع هذا الأرق وحزن الفؤاد الذي أصبح يلازمني كظِلي في يوم شديدُ الحرارة؟
وفور محاولة تجاهل الأمر كان الأذان بصوت إمام المسجد الذي تُجبرني أُمي على الذهاب إليه في يوم الجُمعة؛ مُعللة ذلك بعساك يا ولدي تصطفي في هذا اليوم المبارك فتُقبل على الله فيقبلك، ولا تخسر آخرتك.
بدأ الصوت في الارتفاع حتى أني لم أسمع غيرهُ من ضجيج الحياة، ارتفع صوت الحق قائلاً: قُل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله-وفورًا تفوه شيطاني وذنوبي الكبيرة، ذنوب قلبك، وخلوتك أنسيتها أيها المُنافق، وقد أُردع قلبي ربي لقوله إن الله يغفر الذنوب جميعًاإنه هو الغفور الرحيم.
ياالله الذنوب جميعًا، نعم الذنوب جميعاً، وهنا انفجرت باكيًا إقبلني يا كريم، اقبلني يا عفو من لي سواك، ليقبلني بكل عيوبي سواك، اكتفيت بك يا سندي فلا تجعل لِقبضة يدي على كتف أحدهم غيركَ أثرًا، إكتفيت بك فأغنني عنهم جميعاً، إكتفيتُ بي عونًا، وربًا، وملجأ، ومُعينًا، اكتفيت بك يا غفور ولم أعد أعبء لرضى سواك.
إقبلني فقد وعدت بالعفوِ لمن صدق، وها أنا بكُلي ألجأ إليك، وأتلذذ بِقُربِكَ سيدي.
-ياسمين حسن. "رفِيقةُ النُجُومِ".
التصنيف
نصوص