حواء والاحتواء |"جريدة غزل"

"حواء والإحتواء" 

يا ابن آدم خُلِقت حواء من ضلع أَعْوَجْ حتي إذا حاولت إقامته انكسر. لذالك لطفاً منك إحتوي إعْوجَاجَها بالإتكاء ف تالله ما نُسِبت لكم القِوَامة عبثاً ولكن نُسِبت لِأنكُم أجْدرُ بِها منا. يا ابن آدم إشتُق جنسُنا من الإحتواء، أو ربما إشتُق هو منا فلا تُفقدها الأمان، والإطمئنان الذي هو من واجبات قِوامتك. 

تتحدث إحدى بنات حواء عن نفسِها مُتعمدةً التعميم لجميع أَخواتِها من حواء لأننا مهما إختلفنا إلا أن الجنس الأُنثوي يجمعُنا، فتحدثت قائلة: كثيراً ما يتملكُني شعور لا تستطيعُ الكلمات تفسيره، ولا أتمكن من جمع أحرف متناسقة لتسميته، هو شعور بالغضب الشديد الذي لا سبب له، ولا داعي منه. أحدثكم صدقاً يا أبناء آدم نحن نعِي جيداً أن هذه الحالة لا تفسير لها، ولكنها شعور بالا شيء كأننا نتجول بداخل متاهة مجبُولين نجهل الطريق، ولا نرغب فى تخطي هذا الجهل، ولكننا حينها لا نرغب بشيءٍ سوى الإحتواء فأنا لا أرغب بوجودك، أو بعدمه. فى تلك اللحظة أنا أجهل هويتك لأنني أفتقر حينها ذاتي فلا تندهش فربما نكون قد أنهينا حواراً من بضع دقائق، أو لحظات وتركتك وأنت تجزم أنني أعمل بإحدي أجهزة المخابرات، وأنني حقا استحق أن أتولي منصب القيادة، وبعدها تجدُني على تلك الحالة فلا تُفكر فى فعل شيء لأجلي سوى الإحتواء فحين أُعاود أدراجي لا أتذكر شيء سوى وجودك، وإحتوائك. فكن دوماً لى ملجأً حين تتُوه بداخلي كل الدروب. 

بقلم الكاتبة منه عصام "مذكرات صامته "