الحب ‏بلا ‏رابط ‏| ‏"جريدة ‏غزل" ‏


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


"الحب بلا رابط"

الحب والعشق كلا منهم لا يرتبط بالجسد، لا يرتبط بالسن، لا يرتبط بالجمال، فكل ما يعرفه هو الإرتباط بالروح والائتلاف بها، صديقي لا تحب بالسن ولا الحب بالشكل لا بالجمال ولا حتى بالقبح، إنما هو ائتلاف أرواح، أرواح خلقها الله لتندمج مع بعضها فكلا منها خلق من أجل الآخر، وعند الإندماج لا يكن هناك مجال أبدًا للإنفصال أو الإبتعاد، فارتباط الروح لا ينفصل إلا بالموت، من ارتبط بالجمال أو ما يسمى الابتعاد عن القبح، هذا في حد ذاته خطأ أو لا يسمى حبًا، أظن أن الجمال مع الزمن يبور، أي أن الزمن سيبلي الجمال الذي أحببت الشخص من أجله، حينها عندما يتحول جماله إلى قبح ستتركه ليغرب عن وجهك، أليس هذا ظلم لك ولمن تربط به من أجل ذلك؟ ألم تنظر إلى أجمل إمرأة وهي امرأة عزيز مصر وعاشقته الأولى زليخة والتي أكرمها الله من أجل عشقها فأمر رسوله بأن يتزوجها إكرامًا لعشقها؟ ألم تنظر عندما كانت أجمل نساء مصر وأصبحت عجوز عمياء عقيم؟ وهي كانت تقول أظن أن هذا الجمال لا يبور أبدًا، حتى أهلكها عشق يوسف وحولها عشقها هذا إلى عجوز عقيم لا تصلح في دنياها بمثقال ذرة، لكنها عندما عشقت رب يوسف ويوسف، عوضها عن ذلك رب العزة، وأعاد عليها شبابها بأمر من الله، وأما الثانية فكانت بزوجها لعزيز مصر، ولذلك اعلمك صديقي أن الجمال يبور مع الزمن، فمن أحب الجمال، لم يحب حقًا، أو أن حبه لا يسمى حبًا صادقًا، لا يرتبط الحب بسن معين أو عمر معين، الحب محله في القلب لا يرتبط بصفة عمرية معينة فعندما وقع عشق الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في قلب السيدة خديجة بنت خويلد كان الفارق العمري بينهم كبير و هذا أحق والصدق دليل على أن العشق لا يرتبط بصفة عمرية معينة، الحب هو الإرتباط بالروح، ارتباط بروح المحب مع غض الطرف عن كل العيوب، عن كل المشاكل، عن كل المعايب، بل أظنُ أنك تحب تلك العيوب التي تميزه عن الآخرين من أجل حبه لك، ذلك هو الحب، الارتباط بالروح والنفس، لا ينصلان إلا بالموت وأظن أن الموت لا ينهي تلك العلاقة أيضًا، فهذا الحب وهذا الإرتباط حبلُ مقدس لا يسهل قطعه أبدًا ولا يجوز قطعه من الأساس، حتى الموت لا يقدر عليه، الحب هو الروح والروح هي النفس، الحب هو روحين في جسد واحد، أو جسدان بروح واحده، ذلك هو الحب الحق الذي لا يقدر عليه قادر، ولو كانت للقلوب قاهرة، إلا الأرواح الطاهرة، لا تقدر عليها ولو أتيت عليها بالدبابات والطائرة.

لـِ أحمد السيد.
كتاب رسالة حب.

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان