فلسطين الأم | "جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


اليوم تعجز الأحرف عن البوح، فلم ولن تستطع يومًا أن تتحدث عنكِ، حتىٰ الألسن تأتي عند الحديث عنكِ ويخيم عليها ستار العجز، وتجف حبر الأقلام ولن نوفيكِ قدركِ، يا أولىٰ القبلتين، وثاني الحرمين الشريفين، يا مهد حضارتنا، ومحط الرسالات يـا فَـلسطين الأم.
_واللهِ إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإن لما يحدث بكِ لمحزونون، ولا نقول إلا إن لله وإن إليه يومًا لراجعون يوم تُرد عنده المظالم، ويأخذ كل ذي حقًا حقه، ويُلقىٰ بهم إلىٰ نار جهنم مقذفون بِها، وتلك الأحزان التي طوقت قلوبنا وحزنا وجزعنا على حالكِ، تلك النيران التي تندلع بداخلنا من القهر عليكِ، ستنطفئ يومًا، إني علىٰ يقين أن وعد الله صادق، وأن المعاد أقترب، وإن تحريركِ شيءٍ محتمًا، نتركهم يخوضوا ويلعبوا ونعلم أن الميعاد قادم لا محالة، نتدور ألمًا علىٰ أقصانا الذي دُنِث بأرجل صعاليق مِن اليهود، ونعلم إنه يومًا ستُقطع أيديهم وأرجلهم مِن خلاف، وسيصلبوا في نار جهنم خالدين فيها أبدًا، وإنها لقليلة عليهم ولكِن لو عاد الأمر يا أمي إلىٰ أهلكِ، وهم ليسوا أبناء فلسطين فقط وإنما أبناء المسلمين جميعهم أمهم فلسطين القلب، لو عاد الأمر إلينا لذهبنا ودعسناهم كالدعسوقة وشفينا قهر قلوبنا، ويلاه لو تحررنا مِن قيود الخوفِ الذي يحتل أضلعنا وأضلع خلفاء المسلمين، مِن تلك الدول العظمىٰ، ولا يعلمون أن كم مِن فئة قليلة غلبت فئة كثيرة والله يعلم وهم لا يعلمون، هذا الخوف الذي يقيدهم ويقدينا معهم بلجامًا مِن النار حتىٰ أصبحنا ثُقالىٰ لَم تعد باليد حيلة، لا نمتلك سوا قلمًا يسرد حزننا، بقطرات مِن الدماء نابعة مِن أصل قلبًا تخرج الأحرف منه مدممة، أثر تلك السهام التي تخترقه يومًا بعد يوم كلما سمع عن حالكِ، وما يحدث بكِ مِن سوء، وما يصيب الأطفال والشيوخ والنساء والكارثة الأكبر وهي ما يصيب شعائرنا الدينية، ومع ذلك نلقي كل أحزاننا علىٰ أوراقًا لا فائدة منها، بسبب تلك المخاوف التي تحتلنا، ولكن ما يهدء من روع قلوبنا؛ هو تلك النظرة والعيون المشتعلة بلهيب تحرق به الأخضر واليابس معًا في أعين شبابكِ، ونعلم أنهم قادرين علىٰ ردع تلك الصعاليق، فشبابكِ بواسل قادرين بلهيب أعينهم أن يحرقون العالم أجمع مِن أجل أرضهم، فالأرض هذه كانت ومازالت وستظل لنا شئوا أم أبوا ولكِن هي حقنا، وإن لم يذهبوا مِنها طوعًا سنخرجهم بالإكراه، يومًا ما سنتغلب علىٰ جميع قيود الخوفِ وندخلكِ ونحرر أقصانا يومًا وهذا اليوم ليس ببعيد، ونعلم إنك في أنتظارنا ونرجوا منكِ الصمود حتىٰ يحسم هذا الصراع، بين قلب يأن ألمًا يود أن يذهب إليكِ يُزهق أرواحهم، ويستشف من دمائهم النجسة، ويطفئ نار لهيبه، وبين عقلًا أحتلته المخاوف، مِن قيود الدول التي تحت أحتلال عالمًا من اليهود الذين يملكون الأقتصاد الدولي، حتىٰ أصبحوا يحتلوننا وإن لم يكن يصرحون بذلك، أصبح خوفنا هذا سلاحًا ذو حدين، ولكنه والله ليس خوفًا منهم وإنما خوفًا علىٰ بلاد المسلمين، فلا بد من حسم الصراع العقلي القلبي وحسم أمور تلك المخاوف، وتحويل مخاوفنا السلبية إلىٰ إيجابية، والأتحاد معًا وتكوين جيشًا موحدًا، لدولة واحدة وهي الدولة العربية الإسلامية، وسَنهزمهم بالعقيدة الراسخة داخلنا ثم نصر الله وألا إن نصر الله قادم لا محال.
وأقول قولي هذا والسلام علىٰ قلبكِ وتراب أرضكِ حتىٰ يهدء ويستكين بتحريركِ.
لــِ ســارة مــجــدي
جريدة غزل

الحياة أحلام فلا داعي للتخلي عن حياتك

إرسال تعليق

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان