وماذا عنا؟! | "جريدة غزل"

"وماذا عنا؟!"

وماذا عنا عزيزتي.. فلنهرب من هنا٬ لا أحتاج غيرك٬ ولن تحتاجي لشيء بعدي٬ أريدك وحدك فقط٬ فلنهرب من هنا٬ فلنذهب حيث تأخذنا الرياح٬ إن أتت بما نحب٬ فأهلًا به٬ وإن أتت الرياح بما لا تشتهيه أنفسنا٬ فيكفي أن تكوني لجواري٬ خارت قوايّ عزيزتي٬ لا يجيد البوح نفعًا فالصمت معكِ له لذة خاصة٬ أريد أن أحظى بقربك فقط٬ أن أميل برأسي على قدميكِ٬ وليأخذني الموج معكِ حيث يشاء٬ لا أريد جهة بعينها٬ لا أعرف حتى طريق العودة لموطني٬ لا أريده إن لم تكوني معي٬ أنتِ وطني٬ وبين حجرك موطني٬ أتكأ عليكِ.. فلا تميلي ولا تجزعي٬ أنتِ جيشي٬ سلاحي٬ قوتي٬ أنتِ وبرغم براءتك.. فأنتِ لي حصن لا ينهدم ولا ينهزم أبدا٬ والآن بين يديكِ أنا وهذه المجاديف٬ خذي قرارك٬ حددي مصارك٬ وأتركِ الشراع في الهواء الطلق٬ يسحبنا حيث لا شيء٬ عن لا شيء نعرفه٬ لا شيء مخطط له٬ يكفي أنتِ وأنا وهذه المركب على جزيرة لا تعرف للكراهية معنى٬ نزرع بها الحب كيف نشاء٬ نحصد منها الود كما تحب أو تشاء٬ رب بلدة غريبة عنا٬ قد تعطيني ما قد فقدناه٬ رب جبل صلب نجد بداخله أمان لم نجده في أحضان من عشقناه٬ رب صخرة أحن علينا منا٬ رب غرق غير مميت٬ رب سفر بلا عودة٬ أو عودة بلا هروب٬ رب أنتِ وأنا في مكان آخر لا يسع سوانا٬ رب غدٍ بلا وجع٬ مليءٍ بالأمل٬ أو مليء بكِ.. أنتِ فقط.

لـِ اميره على عبداللطيف.