
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
"عجبًا! و هل يبكي الرجال؟!"
بكاء الرجال وما أدراكَ ما يحدث بالرجل حينما يبكي، لا نعِيب على أي رجلٍ البتة؛ فهو بشر يضعف كما بقية بني آدم، لكن هناك بعض العقول التي لا أعلم لها مبدأً و لا مُعتقد تقول وكيف يبكي الرجل أو يبكي الرجال؟! ولكن هذا ليس بحديثنا الآن أعانهم الله على أنفسهم، و لكن حقًا أيبكي الرجال؟! برأيك ما يُبكي الرجل؟ أسباب عدة ولكن منها سببًا من الجيد جدًا أن نُسلِط عليه الضوء في ظِل هذه الأجواء المنتشرة من الدِياثةِ واختلاط الرجال بمن دُونهم ولكن يبقى الرجل رجلًا مهما فات الزمان وانتشرت الفتن، أتحدث عن ذاتي كشخصي لا أستطيع البتة أن أقول لذكر أنتَ لست برجل، حقًا لا أستطيع البتة فِعل ذلك مهما فعل من الأفعالِ أدنئها ودلَّ فِعله على ذلك؛ و من أنا حتى أتفوه له أنت لست برجل! و لكن أفعالهم تُحدِد ذلك في نفسك وأمام الآخرين بمعنى: تسير ورأيت شابًا يُضايِق فتاة بشتى الطُرق وأكثرها دناءة نعم فِعله فاحشٌ ومنبوذ وأعِيب عليه في ذلك ولكن لا أستطيع أن أُحدِثه: أنتَ لست رجلًا! هناك ذكور وهناك رجال والفرق بينهما كما السماء والأرض وكُلٌ بِفعله يُحدِد قدره ولكن ما جذب انتباهي شيئان مُتناقِضان بشدة: المهرجات المُنتشرة بشكل مُقزز وأفعال الذكور فيها والدِياثة المُقززة أحقًا هذا فِعل الرجال! وكيف لرجلٍ ألا يغير على محارمه؟! كيف لرجلٍ أن يرى زوجته، ابنته، أمه، إحدى محارمه وهي كمن تجلِس في بيتها لا تُفرِق البتة بين الداخل والخارج! كيف لغيرة رجل أن تنطفيء ولا تشتعِل وتثور وهو يرى زوجته وابنته وأُمه تتمايل هنا وهناك بكل الطُرق المُقززة وبملابس تخدِش حياء امرأةٍ مثلها وتخجل من نفسها أن تنظر إليها! أهذا هو التمدُن وهذه هي الحضارة برأيكم! أهذه هي أحدث صيحاتِ الموضة التي تبحث الفتيات جميعهن على أن يكُن أحدث من ترتدي وأكثرهن أناقةً ومُواكبةً لتغيرات العصر على النقيض تمامًا شابٌ عفيف القلب يبكي بُكاء التائه لله وحده في منتصف الليل والجميع نِيام لِيرزقه الله بعفيفةٍ مثله تحفظه في غيابه قبل وجوده، مَن تحفظ نفسها وتتيقن أنها لرجل واحد في نهاية الأمر وحلال واحد فقط فلِما التزين لجميعهم! أغاب عقلها لهذه الدرجة أن تخرج بملابس تكشِف وتفضح أكثرَ مِما تُخفِي؟! أغابت مُروءته ونخوته لهذه الدرجة الشنيعة؛ لِتخرج من بيته امرأة ولا تعرِف مِن الحياء والعفةِ شيئًا غير الاسم فقط إن كانت تعرِفه؟ يبكي بشدة أن يُيسِرَ الله له أمره ويُعِينه على نفسه حتى يعُف نفسه بالحلال وللحلال فقط، يدعو الله بزوجة صالحة، يُسافِر هنا وهناك، لا ينام من الليل إلا قليلًا؛ يزيد من عمله حتى لا يزيد وقت فراغه فتُحدِثه نفسه بالشهوات وتغلبه أمارة السوء خاصته ومِن ثم يعود باكِيًا مُتذلِلًا لله يُلِح في دعائه أن يُرزق بالزوجة الصاحة، مَن صانت نفسها حتى تستطيع أن تصون زوجها وتحفظ له شرفه، نعم يبكي الرجال ولكن تختلف الأسباب: أحدهم يبكي في الخفاء ويتذلل لله وحده حتى ينال ملكة، عفيفة تحفظه وتحفظ عليه دينه، لا تُفسِد عليه دينه أو أن تكون بينه وبين الجنة حِجابًا؛ فقد فشل في أن يعُولها وأساء الإحسان إلى وصية رسول الله صل الله عليه وسلم، و الآخر يبكي فقد فُضِح أمره عندما اختلف معه زوجته اختلافًا أدى لانفصالهما فكشفت أمره أنه كان يستعمِلها لِجني المال والشهرة والتباهي بها أمام أصدقائه وبجمال شكلها الفاني لا محالة؛ فقد استغنت عن العفة والطُهر والجمال الحقيقي جمال الروح وجمال الحياء لِعلة حرية المرأة وأنا لا أرضى لزوجتي أن تُقيد بشيء البتة، هل عقِلتم لِما يبكي الرجال أو أشباه الرجال، أنتَ رجلًا مادامت غيرتك فيكَ ولا علاقة لنا بِمن تقول: غيرته تُقيِدني وتسلُبني حريتي، يا رجل لا يدخل الجنة ديوث بالله كيف ترضى على نفسِكَ أن تكون ديوثًا؟! بالله كيف تطيق أن تخلد للنوم وكل من أراد ينظر لمحارمكَ نظرة لو عقِلتها لبكِيت على حالك دمًا؟! و أنتِ يا ابنة الإسلام كيف ترضين لذاتكِ بغير من يطلبكِ من الله حلالًا، عفيفةً، يحفظكِ ويصونكِ عن أعينِ الرجالِ ألا تعقلين معنى أن يعرِضكِ أحدهم للجميع وكأنكِ سلعة رخيصة ينظر إليها ويتلذذ بها كل من يشتهي؟! أي بكاءٍ تُريدين؟ أي نوعٍ من الرجال على ذاتكِ تأمنين؟!
لـِ ياسمين حسن"رفِيقةُ النُجُومِ".
التصنيف
نصوص