
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
"الأمان"
الأمان، الحروف قليلة والمعنى عظيم؛ وكيف يحيا المرء بدون أمان! كيف يخلد أحدهم إلى النوم وهو غير مُطمئِن مِن وجود أحدهم إلى جانبه! يسكن إليه بعد الله! نعم أماننا هو الله ونِعم الأمان هو، لكنِّنا بشر وبِفطرتِنا نميل إلى أحدهم، نسكن إليه، يكفينا أنْ نستمع إلى نبضات قلبه لِنطمئن أنَّه بخير، نتنفَّس أنفاسه، نحيا إلى جانبه؛ و كأن الحياة بدونه كالجحيم لا يُطاق، تضيق علينا الأرض بما رحبت إنْ لَم نشعر بالأمان، ومَن يستطع العيش دون الأمان! كيف للقلب أنْ يطمئِنَّ! إلى مَن ستسكُن الروح! كيف لأحدهم أنْ يسكن بلدًا ويستقر بها ويحيا حياة طبيعية بدون الأمان! كيف لعلاقة بين زوجين أن تستمر بدون الأمان! كيف للصديقين أن تحسُن عِلاقتهما ويشعُرا بالسكينة إلى بعضهما بدون الأمان! التِرحال أصبح أمرًا ضروريًا لِمن لا يجِد في بلده ودولته الأمان؛ وهذا إنْ دلَّ على شيءٍ فهو يدل كلَّ الشيء على أهميته وضرورة وجوده في كل العلاقات، حتى الحُب الذي لا تستمر الحياة بدونه، وتنهار العلاقات بدونه لا يبقى ولا يستمر إلا إذا شعر المرء بالأمان والطُمأنينة، منهم مَن يشعر بالأمان مع الله قبل كل شيء، ومن يسطِع الحياة بدون الأمان والعيش في كنفِ الله! "وهو معكم أينما كُنتم"، سيدنا أبو بكر الصديق عندما خشي على رسول الله صل الله عليه وسلم من أن يراه المُشركون وخشي إيذائهم له طمأنه نبي الرحمة "لا تخف إن الله معنا"، وكيف أخاف وأماني وملجأي هو الله! ثمَّ بعد الله أسكُن لِمن دعوت الله أن يكونوا خيرًا لي فلا يسلِبوني الأمان ولا أشعر معهم برجفة خوفٍ تُصِيبُني بالذُعر، أحدهم يكونُ أمانه الأول والأخير بعد الله: أب، أم، أخ، أُخت، زوج، زوجة، صديق، لا شكَّ أننا جميعًا نمِيل للأمان، يأسِرُنا من نشعر معه بالأمان، من يتلاعب بمشاعِرك ولا تشعر معه بالأمان فلا تُجبِر ذاتك على البقاء معه؛ فمن لا تشعر معه بالأمان سيكون مِن الصعب أن تُكمِل حياتكَ معه؛ وكيف يحيا المرء بدون الأمان!
لـِ ياسمين حسن"رفِيقةُ النُجُومِ".
التصنيف
نصوص