|"جريدة غزل""أنستي الجميلة"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.




مقدمة 
دائما ما يختبرنا القدر لرؤية صمودنا وقدرتنا على الصبر والايمان بالله عز وجل فهل سيصمد أبطالنا ام سيتخلى كل منهما عن الآخر! 
‏عسى أن نجد ما نحبه تمامًا كما تمنيناه، أن تأتينا المسرات من حيث لا نحتسب، عسى أن تُجاب دعواتنا، أن تتفتح لنا أبواب الخيرات جميعها في سيرنا، عسى أن نطمئن كثيرًا حتى لا نخشى أي شيء، وأن يفاجئنا القدر بما نهوى كما يرضاه الله لنا، وأن تمتلئ أفئدتنا بالفرحة التي لا يعكر صفوها أي شيء! فما علينا سوا الصبر والأيمان بالله فقط 

 الشخصيات 
 البطل/أدهم :28 سنه، مقدم في القوات المسلحة، ذو بشره خمرية وعينان بندقية وملامح مصرية، هادئ، متزن، حنون، وحيد والديه 
البطلة/ ريم :25سنه، رسامه تمتلك معرض خاص بها بجانب وظيفتها في المتحف، لطيفه، ملتزمة، هادئة، تميل الي الزمن القديم 
مؤمن / اخ لريم مات وهو في لندن عندما كان يكمل دراسته هناك اصطدمت به شاحنه كبيرة 
والد ريم /أمجد 52 سنه، محب لزوجته، صارم، خبيث، ودود وحنون أيضا 
والده ريم/ريم 46سنه، طيبه، هادئة، منتقبة، مرحه 
والد أدهم/50 سنه لواء، غير مبالي بأدهم 
والده ادهم/45سنه، حنونه، جميله، مطلقه، كرثت حياتها للاهتمام بابنها، فهي ينطبق عليها قولهم:‏ "تُطمئنك بحنانها الدائم، هي نفسها التي يسكنها خوفٌ قديم" 

                     نوفيلا: انستي الجميلة                             
ريم الادهم 
الحلقة الأولى: فتي احلامي
سأعترف لك وبشكل أبدي لم يتمكن أحد من لمس قلبي مثلما فعلت أنت! 
كانت تجلس ريم علي الصخور وهي تغني بصوت اشبه بالصوت الكناري اغنيتها المفضلة لتغني بصوتها العذب: ياما رسمي لي فيك خيالي كنت بحس بيك ليالي وبقابلك كتير في بالي وبقول امتي اشوفك حبيبي... 
 ليقطع غنائها صوت احد المارين نعم هو أنه بطلنا أدهم لقد فتن بصوتها ليجيب عليها بهدوء: موجود
انتفضت لسماعه صوت ذلك المار كانت تدندن مع نفسها أمام شط الإسكندرية جالسه على الصخور تنظر الأمواج العالية هائمه في بحور أفكارها قد أتمت الخامسة والعشرون من عمرها تخرجت من كليه الاثار كانت حلم لها منذ صغرها
وها هو قد تحقق تشعر بإنجاز كبير رغم عدم توفر وظيفة لكنها لم تأبه لشيء كهذا تطورت من رسمها وعقدت اتفاقيه مع أشهر معرض للتحف الفنية دائما ما تسمع من خالتها وامها عن فوات وقت قطر الزواج وأنها قد رفضت الكثير ليس لأنها تتواعد مع أحدهم او ايها شئ اخر بل انها لم تجد المناسب بعد. 
كانت تحلم بفتي يقدر جمالها الداخلي قبل الخارجي ان يميزها عن دون النساء هي فقط بحياته الا يكون خائن، كاذب او مخادع، ان يكن حكيم عاقل رحيم عطوف ذا كلمه طيبه لا يسب ولا يشتم، ذو قلب طيب لا يكره، لكن أين في عصرنا هذا ولكن لا بأس من الانتظار قطع حبل أفكارها بصوته مره اخري! 
قد لاحظ عليها عدم التركيز بدت لو انها تفكر بشيء ليقطع صفوه ذهنها ويربكها بقوله: انتِ كويسة يا هانم؟
 نظرت له باستغراب، ماذا هانم؟ اتعيش في قرن الستينات انت؟ ام من أين جئت
ابتسمت شذرا لتجيبهُ:انا بخير ماسيو تسلم
دق قلبه بقولها تسلم بل سلمتي انتي عزيزتي من كل شر نظر لها بحنان ورجاء :ممكن تسمحي لي اقعد؟ 
نظرت له بنصف عين مفكرة ماذا يريد ولما يطلب منها هي بالتحديد الجلوس بجانبها وماذا في نيته لها لتنفض تلك الأسئلة عندما وجدته ينظر لها بقلق فقد غابت في التفكير، ابتسمت له وقالت: اتفضل اكيد... 
جلس بجانبها ولكن يبعد عنها ببعض سنتيمترات وقال لها وهو مبتسم :سعيدة 
اندهشت من اسلوبه ولكنه اعجبها لتجيبه بنفس الابتسامة: سعيدة مبارك
ظلوا صامتين لبعض الوقت ليقطع أدهم ذلك الصمت : بتسمعي عبد الحليم يا هانم؟ 
لتومئ براسها دليل علي موافقتها لتجيبه  بنبرتها المليئة بالحماس والشغف :طبعا... ومين مش بيسمع لأغانيه الراقية الي تسحرك لعالم تانى. 
أبتسم بحماس : دي حاجه 13 خالص ليصمت لبعض الوقت يفكر قبل أن يسالها بهدوء نتعرف ؟
نظرت له وتعجبت من تفكيره في السؤال والتوتر الذي مهما حاول أن يخفيه ولكن كيف ويديه قد تغير لونهم فقد مالو للأزرق بعض الشيء لتبتسم علي ذلك الكائن فهو كطفل في هيئة شاب أمامها ابتسمت موافقه:انا ريم 25سنه خريجة آثار القاهرة بشتغل ف متحف للأعمال الفنية 
فرح من داخله لأنها أجابته ووافقت ليفيق ويبعد نظره للأمواج ليقول بشيء من الغرور: انا أدهم 28سنه خريج شرطه بشتغل مقدم 
ابتسمت له :اتشرفت يا حضرت المقدم 
ليأتيها رفضه الشديد :لا ماسيو زي ما كنتي بتقولي او أدهم عادي 
ضحكت بصوت عال نسبيا ولكنها لم تلاحظ ذلك الذي تاه في ضحكتها ليشعر بذلك العضو الذي على اليسار يدق بعنف أثر ضحكتها لتهدئ قليلا وتقول: شكلك بتحب الافلام القديمة
فاق من شروده علي سؤالها ولكنه يتذكر ضحكتها ليغضب وبشده ليقول بصوت كفحيح الافاعي: مش ملاحظه ان صوت ضحكتك عالي واحنا فمكان عالي! 
خجلت من نفسها ومنه فهو علي حق ولكنها أجابت بكبرياء انثي: وانت مالك؟ انت نسيت إنك واحد غريب وسمحت ليك تقعد! 
ليقول بتهكم وهو يجز على أسنانه بغضب: كويس إنك فاكره أني حد غريب! 
خجلت من تصريحه وفهمت ما يرمي له لتقل بتوتر: انت ايه دلوقتي يا أدهم؟ 
ابتسم لسماعه لاسمه منها ولكنه افاق عندما تذكر ضحكتها التي من المحتمل ان يكون قد سمعها أحد المارين بالجوار وعند ذكر ان أحد قد سمعها غيره شعر بضيق شديد ينهش داخل صدره، اخذ يهدئ من نفسه كي لا تخف منه وتنفره، رفع عيناه عليها ليجد الدموع مجتمعه في عينيها ليهز راسه بالرفض ويمد يده لها بالمنديل ويقول : انا اسف والله، مقصدش زي ما فهمتي بالعكس انتي محترمه جدا وطريقة لبسك هما اللي شدوني ليكي عشان اتعرف عليكي اكتر بس لما ضحكتي واحنا ف مكان عام مقدرتش مع ان صوتها مش عالي وضحكه بريئة بس اضايقت، غلطان في غيرتي عارف لكن عليكي خايف  
ابتسمت على جملته الأخيرة وقالت بهدوء: حصل خير 
لم يفهم سامحته ام لا وماذا عليه أن يفعل الان ليقطع تفكيره صوتها: ممكن تجاوب على سؤالي طيب؟ 
أدهم مشاكسا لها مدعيا النسيان والغباء: اية هو؟ 
لتربع يديها الي صدرها وترفع حاجبها الأيسر: والله؟ 
ضحك على تلك الطفلة التي أمامه فها هو قد اكتشف بها شئ اخر بها تبدو كما لو انها أتت من عالم ديزني لاند بكل هذه البراءة والجمال 
ريم بغضب: وكمان حضرتك مش معايا اصلا! 
أدهم بتمتمة: أمم ونكديه كمان لا مصرية اصيلة، بس كوكتيل قمر 
ريم بعدم فهم: انت بتقول اي عشان مش سامعه 
أدهم مغير للموضوع: على فكره انا فاكر سؤالك بس حبيت أرخم شوية على العموم ايوه جدا زمن الرقي في الألفاظ والعقل والحكمة والادب غير دلوقتي فن ومستوي أدبي هابط 
ابتسمت بخجل قد نالت ما تمنته ولكن ليس بعد لنختبره اولا يا عزيزتي قد تفتحت ورود الدنيا لنا أخير ولكن مهلا! ليس بعد، اخذو يتحدثوا عن أنفسهم حتى وقت الغروب اكتشفت انه فتي أحلامها، حقا ما تمنته ولكنها كانت تخشي ان يكن من هؤلاء المتلاعبين بقلوب الفتيات فتراجعت عن ابتسامتها لتجده يقل لها بصوت حنون 
أدهم: يلا يا هانم عشان البنات آخرهم قبل الغروب تعالي اوصلك للبيت 
ريم بخبث وهي تنظر له: انا ممنونه ليك جدا، بس ممكن سؤال؟ 
أدهم: ...... يتبع 
الحلقة الثانية: انستي الجميلة 
ريم بخبث وهي تنظر له: انا ممنونه ليك جدا، بس ممكن سؤال 
أدهم بهدوء: اكيد تفضلي 
ريم بتساؤل: اشمعنا انا؟ وهو اي واحده بتكلمها وكدا؟ وعمرك ارتبط قبل كدا أو حبيت؟
أدهم بمرح: كل دول سؤال واحد؟ 
ريم بغضب طفولي: جاوبني طيب؟ 
تنهد بهدوء وقال: هتعرفي كل حاجه في وقتها، يلا بينا عشان تروحي يا هانم 
اوصلها للمنزل وطوال الطريق لا يخلو الجو من نظراته لها 
وعند وصولهم سألته بغضب طفولي: مش هتجاوبني على سؤالي برضو يا أدهم 
ف ادهشها بقوله: " كله فوقته يا هانم ويلا على فوق يا الي هتشنكلي سيناچ موازين عقلي" 
ابتسمت ريم علي تعبيراته وقالت: نتقابل على غير انتظار 
 رفع لها قبعته التي تشبه راعاه البقر في الريف الأجنبي وهو ينحني بعض الشيء: ان شاء الله يا Mademoiselle ريم{آنسة} 
انتظر حتى تصعد ليطمئن عليها وذهب ليسأل أحد جيرانهم عن مكان عمل والدها ليتقدم لها ولم لا وقد خطفت قلبه برقتها وعيونها البندقية وكلامها الراقي وتشابهاها معه في حب جيل الزمن الراقي عكس الاجيال الحاضرة ولما لا وهو يراقبها منذ اربعة أشهر هادئة تنظر اللي الأمواج تدندن اغاني لعبد الحليم وفيروز وأم كلثوم وحسام حبيب وبعض الاغاني الجديدة الهادئة لعمرو دياب مع رسمها الراقي، اتجه حيث وصف الجيران ليتقدم لطلب يدها 
في جهة أخري 
طرقت عده طرقات على الباب لتفتح لها امها وتستعجب من حال ابنتها التي تدندن وترقص بخفه وتناغم مع حقيبتها لتضع حقيبتها وتجلس في غرفتها مبتسمه احقا ما عثرت عليه اليوم او ان القصة بها ألة زمن وعبر لهذا العصر من أين جئت يا سي أدهم حينما كانت منغمسه في أفكارها مبتسمه فتح الباب على مصراعيه لتجد والدتها أمامها 
الام بشك: بت انتي حالك مش مضبوط جايه والابتسامة من الود للودن
ريم بهيام غير واعيه للتي تقف أمامها: مفيش يا ماما بس شكله شنكل سيناچ موازين عقلي وخطف القلب الي كان عايش ف قفصه وحيد لحد ما لقي العصفور اللي شبهه
الام وقد زادت شكوكها لترفع حاجبها باستغراب على حال ابنتها: مش فهماكِ يا بت ما تتكلمي زي ما بكلمك بلاش لغتك دي 
اجابتها ريم متعجبة: ماما هو ممكن اسالك سؤال!؟ 
 الام بهدوء: اكيد طبعا
 ريم باحترام وهدوء: مش مر عليكي جيل الزمن الجميل ليه محتفظتيش باللغة الراقية دي؟ 
الام بتعجب من تلك الفتاه: يا مصبر العقل يا رب يبت واكبي عصرك كل عصر وليه لغته وليه جماله بمعني عيشي جيلك وان كان عليا ف انا مع تطور نسيت. 
ثم اكملت بهدوء: بس في بعض كلمات لسه فكرها زي لما تقولي لحد نهارك سعيد او صباح شريف دي كنت بقولها زي صباح الخير كدا دلوقتي 
كنا بنقول عال بدل انا تمم، كنا بنقول يا هانم بس ب ادب مش مقصود بيها اهانه زي دلوقتي، كنا لما نعتذر نقول اسف او pardon بدل معلش، كنا بنقول Mademoiselle، هانم او مدام بدل بت، ست، الله، وليه... كنا نستخدم كلمه لا دا حاجه 13 خالص ودي معناها ايه الأناقة دي؟ لما تيجي تجاملي حد او يعجبك هيئته
الجيل الجديد رغم انكم فيكم مميزات بس في عيوب كتير منها ان لو حد لبس هدوم شيك او شكله حلو يقولوه " اية النظافة دي انت نضفت امتي؟ او هو باباك اشتغل حرامي؟ لو حد ذوق شويه هيقول دا كدا جرجس اوي او حلو دا عليك بكام ومنين؟ 
زمان مكنش حد يجرح حد ف مشاعره، دلوقتي عندكم بقي اسمه هزار ولو البني آدم زعل فيقولوا" دا انت قماص او اتنشن" مع بعض من التنمر جيلكم بيخزن حزنه جواه عشان ميبقاش موضع اهتمام فيلبس قناع الابتسامة المزيفة 
اخذت تنهيده طويله لتكمل: 
 ربنا يسعدك يابنتي كان زمن جميل خالص مكنش في ألفاظ خارجه مكنش في تليفونات اه الناس كانت مشغولة عن بعضها بس كان في مرسال كنا نقري والدموع ع عيونا ونكتب وتلاقي الدموع بلت الورقة حاليا كله رموز تعبيرية وتليفونات ونت والناس مشغولة دايما بقي في اكتئاب من عدم الخروج والقاعدة 24 ساعة على النت يلا الحمد لله 
تذكرت الطعام الذي وضعته بالفرن لتقل بتذمر: يوووه 'وهو صوت يطلق عند الضجر' شوفتي يا بنتي انا قاعده برغي معاكي وسايبه المحشي والفريك على النار أصل باباكي اتصل عليا وقالي احتمال يبقي في ضيوف جايين النهارده لان الجيران بلغوه ان حد سأل عليكي وعلى مكان شغله عشان يطلب ايدك. 
بنجيبها ريم بمتفاجئ: ايه دا بجد؟ 
لتجيب الام باستغراب: ومالك بتقوليها وانتِ فرحانه كدا!
 ريم مغيره للموضوع: ها ابدا يا ماما مفيش حاجه، هاجي اساعدك
لتغمز امها: بت! علي ماما برضو ماشي يا ستي قومي غيري وخدي دش وتعالي ساعديني 
اخذت تساعد والدتها في تزين السفرة ووضع الشوكة في جهة والسكين والمعلق في جهة وطوت المنديل علي شكل مثلث لتنظم الأطباق ووضعت زهورا جديدة في المزهرية، لتضع معطر جو بالمنزل بعد أن رتبته جيدا ليدق الجرس فتجري متخفيه إلى حجرتها وتفتح امها الباب. 
نادت الأم علي ريم لتقديم العصير للضيوف لتتجه ريم بفستانها الأزرق المتدرج بالسماوي وطرحتها السماوي وبندانه سوري بيضاء لتقدم العصير لوالدة العريس ثم الي العريس ليخبرها بشيء 
_ميرسي يا هانم 
لترفع راسها وتتقابل عينيهم لتبتسم بخجل وتنزل راسها هل جاء لخطبتها حقا؟ أهذا حلم ام ماذا؟ جلست بجانب والدته والدتها ولا يخلو المجلس من مراقبته لها وابتسامتها على انها تشعر به ينظر لها 
تحدث أدهم بحماس: عمي انا طالب من حضرتك نكتب كتابي علي الهانم ريم الخميس الجاي 
الاب باستغراب من قوله هانم وحماسه: ايوه يبني بس كدا الوقت قصير طب نشوف رأي العروسة؟ 
 أنزلت راسها بخجل لتجيبه: إلى تشوفه يا بابا 
 استغرب الاب من موافقه ابنته وقرر ان يسألها بعد أن يذهبوا، أبتسم لرؤية ابنته ذات الست أعوام الان أمامه وهي الآن في سن الخامسة والعشرين لتفر دمعه من عينيه ويجففها قبل أن يلاحظ أحد ويجيب: عال يابنتي نقرأ الفاتحة
بعدما اتفقوا دعتهم الام للغداء ولا يخلو المجلس من الضحك ومدح في مذاق الطعام والتنظيم ابهرهم ف أخبرتهم انه بفعل ريم نظر لها أدهم بحب مبتسم شاكر الله علي تلك الحورية التي وهبها الله له، انهوا طعامهم وعن مغادرتهم وحينما الوالدين والوالدتان يتحدثان اتجه لريم ليقل بهدوء وحنان: فوتك العافية يا مدام أدهم 
ابتسمت بخجل لترد عليه: الله يعافيك
اَدهم بحنان بالغ ويتمنى ولو تطلب منه شئ :عايزه حاجه؟ 
اجابته ريم بهدوء: عايزاك سالم 
غادر وترك تلك المبتسمة التي تحمد ربها على هذه النعمة، اغلقت الباب وذهبت لتجلس بجانب والدها، فهي قد شاهدت تلك الدمعة الهاربة التي أخفها
ريم بمرح: الحلو حقي خايف على بعدي عنه؟ 
نظر لها بهدوء وحنان: اكيد طبعا، انتي اول ما شافت عيني وبعدك جه مؤمن الله يرحمه. 
تذكرت اخاها بحزن لترد: الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته يا رب. 
صمت والده حتى تتحدث ففهمت ما يريد معرفته لتقول بهدوء: كنت مخنوقة جامد ورنيت على حضرتك علشان ابلغك إني نزله لقيت التليفون مغلق... 
الاب بهدوء: ايوه قفلته عشان في الشغل.. صمت برهه 
لتكمل ريم بهدوء: استأذنت ماما ونزلت قعدت علي البحر وكنت بدندن مع نفسي زي ما اتعدت من يوم موت مؤمن الله يرحمه لأننا كنا بنخرج كل اربعاء انا وهو بس دندنت بصوت مش مسموع اوي، لقيته جه وقعد وكان بيتكلم بلغه الزمن الجميل معرفش ازاي اتشديت ليه واتكلمنا عن زمان" وقصت له كل كلامهم سويا"  لحد ما الوقت سرقنا ووصلني لهنا بس كان سابقني بخطوه وبعدين طلعت وساعدت ماما 
أبتسم الاب علي ابنته التي تحدثت عن كل شئ وبالتفصيل حتى أخطائها فشكر ربه علي تلك النعمة ولكن بعدها انقلب وجهه بانزعاج ليتحدث بصوت هادئ رغم معالم وجهه الغاضبة: طب ينفع يا ريم اي شاب كدا نسمح له يقعد لا ونتكلم عادي جدا كدا من غير الالتزام بالحدود اللي ربنا أمرنا بيها؟ ... لاحظ الدموع في عينيها وقد أنزلت راسها دليل على ندمها الشديد فتنهد ليكمل بحنان: انا عارف اننا منقدرش نوقف الحب ويمكن دي عشان اول مره وانتي عفوية اتعاملتي بحسن نية مع عدم ادراكك لدماغ ابن آدم
سكت لبرهه ليكمل بنفس الحنان وهو يحوطها بذراعه: الراجل يابنتي لو الست ضحكت له دماغه بترجم انها أعجبت بيه، ولما الست بتكلمه يترجم انها مش عايزه غيره بس أدهم لو واحد مش محترم كان ممكن تتأذي منه، بس أدهم متفهم وعاقل بل واقع دا جه وقالي" بقالي 4 شهور يا عمي برقابها ومفيش ف ادبها ولا أخلاقها والأجمل بنتك عفوية وبريئة جدا، اتمنى ترؤف بحالي وتوافق بيا زوج لبنتك وانا وعد هشيلها فقلبي قبل عيني" ثم أكمل بمرح: بنوتي القمر كبرت وبقت عروسه؟ 
لترفع راسها له بندم: انا اسفه يا بابا انا فعلا غلطانة اوعدك أن اخد بالي من افعالي بعد كده 
الاب بحنان: انا واثق فيكي وواثق إنك فهماني ومبسوط بيكي والله بس مش هسامحك غير بشرط 
لتجيب ريم مسرعة: ايه هو؟ 
 الاب بغمزه: نربي البيه بتاعك علشان يعرف ان بنات الناس ليهم اب يتكلموا معاه اما يدقوا الباب مش من الشباك الاول ولا ايه؟ 
ضحكت ريم بهستيرية على ابيها لتجده يفتح ذراعيه لها لتسرع داخل أحضان والدها مبتسمه لا تنكر انها كانت خائفه من ان تفقد ثقته بها وحبه لها وشكرت الله علي إعطائها ابا متفهما حنونا مثل ابيها لتخرج من احضانه بسبب صوت امها وهي تقول بغيره ودراما  : وه بنتي وابوها؟ بتخوني يا أمجد مع بنتك طب انا زعلانة بقي وانتي يا بنت ابعدي عن جوزي! 
لتقول ريم مخرجه لسانها بعند الي امها: لا دا بابا حبيبي انا 
الام بزعل مصطنع: عجبك يا أمجد بنتك؟ 
الاب بغمزه وضحك: بنوتي تعمل الي هي عايزاه يا ريم 
ريم بعدم فهم: نعم يا بابا 
ضحكت الام وقالت: ربنا يبارك لينا فيك ويحميك يا رب وتشوفها أجمل عروسة انا داخله انام شويه بقي حد هيحتاج مني حاجة؟ 
ريم والأب معا بهدوء: نوم الهنا يا ست الكل 
تركتهم وذهب لكي تصلي فرضها وتنام فقد كان اليوم متعب لها 
الاب بهدوء: نكمل كلامنا بقي يا اشطر كتكوت 
ريم باهتمام: اكيد، هنعمل ايه مع أدهم بقي؟ 
الاب بخبث: ............ 
ريم بضحك: يولا يا جامد انت 
الاب بغموض: دا اختبار صغير له وفرصه تانية 
ريم:..... 
يتبع 
الحلقة الثالثة: فرصة ثانية 
اتفقت ريم مع والدها لإعطاء أدهم فرصة ثانية ليروا إذا كان صالحا لها ويستحقها ام لا! 
الاب بخبث: طبعا دي رؤية شرعية مش خطوبة، هبلغه إنك غيرتي رأيك ومش موافقه وفي الفترة دي تخرجي زي الاول عادي ولو جه من الشباك وكلمك تانى يبقي مش صالح وبعد الجواز هيشوف واحده تانية من وراكي لأنه بفعلته دي هيثبت ليا انه لعبي ومش جد ومش هأمن عليكي معاه بعد كدا، لو حاول معايا وجه كلمني انا تانى يبقي بيحبك وشاريكي وجد وابن ناس ومتربي ودا أقدر اسلمك ليه وانا مغمض لأنك مع راجل عارف الأصول 
ريم بمرح: يولا يا جامد انت 
الاب بغموض: دا اختبار صغير وفرصه تانية لا هم بتمني يبقي قدها  
ريم بحزن: طب لو يأس ومجاش خالص؟ 
الاب بهدوء: يبقي مكنش نصيبك من الاول
 أنزلت راسها وتجمعت الدموع في عينيها ولكنها أبت النزول او الرفض ومعارضة ابيها فهو ولي أمرها 
الاب بابتسامه فقد نجحت في اختباره ليسالها بخبث تأكيد على اجتيازها الاختبار: ولا انتي ايه رايك يا ريم؟ 
ريم بهدوء ومتصنعة الابتسامة: رأي من رأي باباتي طبعا 
ضحك عليها لتنظر له باستغراب وتعجب 
الاب بحنان: بنوتي كبرت... بتحبيه يا ريم؟ 
ريم بتوتر وخجل من ابيها: مش عارفه.. بس في قبول جوايا نحيته بس مش حب اكيد انا لسه عارفاه النهارده 
الاب بابتسامه على خجل ابنته: متتكسفيش منى يا ريم ومتهربيش! قولي الي جواكِ وانا وقتها بقي اقرر إذا كنتي بتحبيه او لا! 
ريم بهيام متناسيه وجود ابيها: بحس معاه كأني طير حر، فراشة فوسط الزهور، زي نحلة وتعبت ف انها تلاقي رحيق بجوده كويسة فحقل مليان زهور، هو جميل أجمل من اني اوصف شعوري اتجاهه، والأهم انه مش زي اي شاب في جيلنا بيحب البلطجة والاغاني الهابطة الي دمرت جيل كامل لا هو "فتى ستيني ذو مظهر عشريني" تحسه ابن جيل الزمن الرايق بس فنفس الوقت خفة دم ومناغشة ابن الجيل الحاضر هو كوكتيل ما بين الجيلين عاملين حاجه جميلة اوي ببقي مبسوطة بكلامه معايا وبوجوده والأهم الأمان والقبول اللي بحسهم فوجوده هو بس ! 
الاب بمرح: يا خبر كل دا ومش حب... ثم أكمل بغيرة: لو كل دا حساه نحيته سبتي لبابا ايه بقي؟ 
ريم بحب: دا انت الأصل والباقي تقليد 
الاب بزعل مصطنع: بعد ايه بقي؟ 
قبلته ريم علي خده لتقول: والله بحبك اكتر منه 
الاب برضا: عارف يا حبيبتي ربنا يسعدك ويجعله من نصيبك ويكون خير ليكي، عايزك تقومي تصلي استخاره والعشاء عشان اتأخرتي انتِ كدا الساعة 9 دلوقتي ونامي علشان متتعبيش
ريم بهدوء وطاعة: حاضر يا بابا تصبح على خير 
الاب بحب: وانتي من اهل الخير 
ذهب كل منهم الي غرفته ليؤدي فرضه وتستخير ريم ربها بأن يكتب لها الخير فيما هو اتِ ويخلدون للنوم 
في صباح يوم جديد على أبطالنا 
تفيق ريم لتصلي فرضها وتخرج لتجد ابيها وامها يجلسون حول مائده الطعام منتظرين مجيئها 
ريم مقبله ايدهم وابتسامتها لا تفارق وجهاها: صباح الخير والخير هو وجودكم ولو تعلمون 
الام والاب بحنان: يسعد صباحك يا بنتي 
الام: اقعدي يا حبيبتي افطري 
جلست ريم معهم واخذوا يتناولون الطعام في هدوء الي ان انتهوا وقفت ريم لتساعد امها في المنزل وتحضر لأبيها الشاي خاصته ليخبرها ان تجلس ولا تصدر صوتا فسيقوم بمهاتفة أدهم ليجيب 
أدهم بنوم :الو مين معايا 
الاب بهدوء: انا والد ريم 
أدهم بخضه: ايوه يا عمي.. ريم كويسة؟ حصل لها حاجه؟ 
الاب بهدوء وخبث: اهدي يا ابني ريم بخير الحمد لله 
تنفس الصعداء واجاب بعدما هدء من روعه مجرد تخيله انها ليست بخير او حدث لها مكروه ليقول بهدوء: الحمد الله انها بخير.. ليضيف بتساؤل خير يا عمي؟ 
الاب بابتسامه خبيثة وهو ينظر إلى ريم: طبعا يا ابني انت عارف ان كل شئ قسمة ونصيب 
لينقبض قلب أدهم عند سماعه ذلك الكلام ويقول بتوتر: ايوة بس انا بحبها وشاريها وحضرتك عارف... طب في حاجه حصلت؟ 
 الاب بفرح على حبه لابنته ولكنه اخفاه ليقول بجمود: مفيش حاجة يا أدهم بس مفيش نصيب 
أدهم بحزن: طيب يا عمي ربنا يسعدها يا رب
الاب: يا رب يا ابني وانت كمان، سلام 
أدهم بحزن: اتمني، سلام 
انهي المكالمة ليجد ابنته تبكي ليقول بجمود: بطلي عياط وخدي تعالي هنا! 
اتجهت لأبيها وهي تجفف دموعها وتقول: مش زعلانه منك لأنك عارف مصلحتي انا زعلانه انه حتى محاولش معاك تانى معني كدا انه لا بيحبني ولا شاريني وبكره يروح يخطف قلب بنت تانية غيري من علي البحر صح 

نظر الي ابنته وحزنها ولكنه ليس بأناني كل ما يتمناه هو زوج صالح لابنته ولا يريد شيء آخر سوي سعادتها هي فقط 
الاب: ........ يتبع 
الحلقة الرابعة: نصيحة 
نظر الي ابنته وحزنها ولكنه ليس بأناني كل ما يتمناه هو زوج صالح لابنته ولا يريد شيء آخر سوي سعادتها هي فقط  
الاب بحنية: عايز أقدم لك نصيحة جدك الله يرحمه اما لقاني حزين ومكتئب لما ابو ريم رفضني 
 لتقاطعه ريم بغباء وعدم فهم: كنت بتحب واحده اسمها ريم؟ 
أمجد {الاب} بضحك: يعجبني فيكي نبهتك يا حبيبتي وغبائك 25 سنه ولسه مش عارفه ان مامتك اسمها ريم؟ 
ريم بتعجب: وه! يعني انت وماما متزوجين عن حب؟ 
أمجد بقله صبر: ايوه يا آخره صبري خليني أكمل بقي 
انصتت ريم وجلست واضعه يدها على خديها معبره عن اهتمامها بحديث والدها 
ليكمل لها بتذكر: يومها انا نفسيتي تعبت لان اترفضت 5 مرات يومها جدك قالي جملة عظيمه اوي 
" اوعي يا أمجد تشغل قلبك بحب اشغله بحب الله ورسوله صدقني وقتها هتفهم يعني ايه انك تشغل قلبك بحب الله فقد واوعي تيأس من رحمة الله  قول قدر الله وما شاء فعل وصلي وادعي واتمني من ربنا انه ميعلقش قلبك باي حاجه مش من نصيبك واي حاجه تبعدك عن ربنا او تشغلك عن حبه، وصدقني بعدها يا ابني  هيراضيك ويعوضك بالأحسن او مين عالم يبقي كاتب لك ايه دا الشيخ الشعراوي قال من رحمه ربنا انه قال لعباده  {يا بن ادم ان رضيت بما قسمته لك ارحت قلبك وبدنك وكنت عندي محمودا وان انت لم ترضى بما قسمته لك ف وعزت وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البريه ثم لا يكون لك منها الا ما قسمته لك}  واتأكد يا أمجد ان الي ربنا رايده هيكون"
ريم برضا وابتسامه: الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته يا رب، اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا، انا هقوم أصلي رقعتين شكر الله واوعدك يا بابا إني مش هشغل قلبي غير بمحبه الله عز وجل بس 
ابتسم لها فهي جميلة وهادئة حتى في تقبل النصيحة وتقبل أحزانها وتحويلها الي رضا ليدعوا لها أن يطمئن قلبها بما يرضيها وخير لها كما ارضاه من قبل 
ذهبت لكي تصلي راجية من الله الا يعلق قلبها بما ليس لها وان يغفر لها وبعد انتهائها قرأت وردها وخلدت الي النوم 
*جميلة انتي يا ابنه حوا تفرين هاربه دائما من الخذلان بالنوم مثل طفل لم يجد من يراوضه فلبث في سبات عميق*
  
غادر والدها متجها الي عمله وامها اخذت تطمئن عليها بين حين واخر وجعلها تفيق لتصلي فرضها وتغفوا مره اخري مما دعي امها للقلق لتتصل بوالدها ليخبرها بالأمر ويجعلها تترك ابنتها تستريح اليوم وقال بأنه آت اليوم مبكرا لن يتأخر كعادته وأغلق الخط... مرت سبع ساعات وعاد الاب الي المنزل ليجد ابنته مازالت نائمه يعرفها جيدا تحزن فتنام فتفيق متناسية ما جعلها حزينة 
مر اسبوع ولا يوجد شئ جديد 
في بيت أدهم 
الام بحزن على حال ابنها وما وصل اليه: يا ابني حرام عليك نفسك بقالك من وقت ما أبو ريم اتصل بيك وانت قافل على نفسك مبتخرجش غير شوية وترجع تنام، طب اطلع قولنا في ايه وكلمنا او افتح الباب يا حبيب ماما 
فتح الباب وهو في حاله يرثي لها فعيناه تشبه الجمر الملتهب وتحتهما سواد قاتم يشبه سواد الليل وذقنه التي كبرت وشعره المبعثر لينظر لها ويقول بصوت ضعيف: عمي قالي مفيش نصيب روحت مكان ما بتقعد كنت عايز اشوفها لآخر مره لكن... لكن هي مجتش! 
 الام مهاونة على ابنها: ولا يهمك يا حبيبي اجوزك ست ستها 
أدهم بحزن: مفيش من الهانم ولا في زيها ولا أحسن منها 
ربتت على كتفه قائله: أتقدم تانى لو بتحبها 
أدهم برفض: لا 
نظرت له امه في تعجب: ليه يا ابني 
أدهم بحزن: علشان لو كانت موافقة بيا مكنتش بعد ما وافقت رفضتني كدا
الام باستغراب من كلامه: طب ازاي يا أدهم توافق وبعدين ترفض يا ابني دي عيونها لما كانت بتبص عليك كانت فيها لمعة حب اكيد الموضوع دا في حاجه روح لباباها وكلمه تانى وافهم منه يا ضي عيني 
أدهم بأمل: تفتكري فعلا تكون حبتني رغم أننا عارفين بعض من يوم بس؟ 
الام بابتسامة: طبعا يا دومي، انت عمرك ما سمعت عن الحب من أول نظرة؟ 
أدهم بهيام: سمعت وشوفته والله اول يوم اشوفها قبل ما اراقبها كانت لابسه فستان اسود وطرحه بيبي بلو كانت جميلة اوي وخطفتني من اول نظره 
الام بمرح: ايوه يا حبيبي وايه كمان.. احلم كمان لحد ما البت حد تانى يجي يخطفها منك 
ليفيق أدهم ويقول بغضب: طب خلي حد يقرب منها ريم ملكي انا بس! انا رايح لأبوها افهم في ايه؟ 
الام بضحك على حاله ابنها وأخذت تدعوا له بأن يصلح الله أمره ويدبره له لتقول: وانت بقي هتنزل بمنظرك دا؟ 
أدهم ببرود: مش أحسن ما تضيع مني يا أمي؟ 
الام برفض: يلا يا ولا ضبط نفسك وروح واوعي تروح بمنظرك دا! 
 أدهم باستسلام: حاضر
ذهل من حال امه رغم تعيدها من الحب بعد انفصالها هي وابيه ولكنها تدفعه لمحاولة مره اخري، اخذ يجهز نفسه ليذهب لوالدها، فوالدته علي حق يجب أن يحاول مره اخري إذا كان يحبها فهي تستحق بالفعل تستحق أن يتعب من أجلها 
 اتجه إلى مكان وظيفة والد ريم واستأذن ليدخل له وسمح له بالدخول 
أدهم بهدوء: السلام عليكم يا عمي، انا جيت النهارده وبتمني اعرف سبب الرفض واتقدم لريم من تانى لأني بحبها وشاريها والله 
الاب بهدوء: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بالنسبة لسبب الرفض ف العيب مش منك ولا ريم بنتي رفضتك بالعكس انا هكون مبسوط ومطمئن ان ريم معاك، اما أنك تتقدم لها فأنت اتأخرت اسبوع كامل عدي من غير ما تستفسر عن السبب ممكن اعرف ليه السكوت كل دا وراجع دلوقتي؟ 
 أدهم بهدوء واستغراب: اتأخرت؟ ... في الحقيقة أنا كنت خايف من مواجهه الرد او ان اترفض تانى... هي ريم ارتبطت بحد؟ 
 الاب :..... يتبع 
الحلقة الخامسة والاخيرة: عودت الهانم لقلبي 
  نظر أدهم وعلي وجهه كل معالم القلق والتوتر والخوف من ان تكون ضاعت منه واصبحت ملكا لغيره وعند ذكر هذا سقط قلبه وارتجف رجفتا تعني رفضه لتلك الأفكار التي يقترحها عقله ليطمئن عندما رد والد ريم علية قائلا: لا ريم مش موافقه علي العريس الي أتقدم لها 
اسمع احدكم تلك الطبول التي يرقص على أنغامها قلبه الان!  فرح وبشده لينظر له باهتمام أكبر ليكمل والد ريم عندما رأي تغير معالم وجه أدهم للفرح بما أخبره به ليقول: مبسوط إنك نجحت في الاختبار... وأثبت إنك بتحبها بجد وشاريها 
لينظر له أدهم بعدم فهم متسائلا: اختبار ايه يا عمي؟ 
 قص له والد ريم منذ ما أخبرته ابنته به الي شرط مسامحته واتفاقه مع ريم 
أدهم بهدوء عكس العاصفة التي بداخله: يعني كنت بتعاقبني يا عمي؟ 
 والد ريم بغمزه: دي قرصه ودن صغيره قد كدا ليك وليها عشان بنات الناس ليهم باب يتخبط عليه يا أدهم مش لعب عيال واخد بالك؟ 
أدهم بغيظ مكتوم: ما انا جيت واتقدمت ودخلت البيت من بابه! 
والد ريم ببرود: بعد ايه؟ 
أدهم بتساؤل: مش كان لازم نعرف بعض الاول؟ 
والد ريم وقد نفذ صبره: مش في حاجة اسمها رؤية شرعية يا أدهم ولا ايه؟  وبعدين شكلك مضايق من خطتي اومال لو قولت لك إني كنت بحب مامتها واتقدمت 5 مرات وترفضت لحد ما حماية رأف بيا ووافق، شكلك عايز تقلدني ولا ايه؟ 
 أدهم بابتسامه مصطنعة: اكيد لا يا عمي طبعا دا انت حبيبي وأطيب من حماك اكيد وبصوت غير مسموع "منه الله هو السبب ف العقدة دي" 
والد ريم بابتسامة صفراء: بتقول حاجه يا أدهم يا حبيبي 
أدهم بغضب مكتوم خبأه جيدا وابتسم قائلا: هو انا أقدر برضو يا عمي دا احنا عايزين ننول الرضا
والد ريم بمرح: لا تقلق يا ابني انا أطيب من حمايا هو أن شاء الله الخطوبة الخميس الجاي 
أدهم بابتسامه وحب: فعلا أطيب والله بكتير ربنا يبارك لنا فيك 
والد ريم بخبث فقد أحب اللعب معه ليقول بجمود: والجواز بعد أربع سنين 
أدهم بصوت عال وغضب: نعاااااااام!!!! 
والد ريم بحده: معنديش بنات للجواز 
أدهم بغلب: الي تشوفه يا عمي انا موافق 
والد ريم بضحك هستيري على تعابير وجهه أدهم فقال: ربنا يسعدكم يا ابني يا رب اتفقوا أنتم امتي وقولوا لي وانا موافق بس اهم حاجه اوعي ف يوم تزعلها عشان بيت ابوها موجود ومش هتشوفها تانى! 
أدهم بسرعه: عمري والله هو انا أقدر برضو كفاية اوي الاسبوع دا تقولي مش هتشوفها خالص 
ضحك عليه والد ريم ودعا له ولابنته بأن يكتب لهم الخير فيما هو آت 
أدهم بفرح: عن اذنك انا يا عمي بقي اجهز نفسي اشوفك الخميس بإذن الله 
والد ريم بحنان: اذنك معاك يا بني اتفضل 
مر اليوم على خير ورجع الاب من عمله ليخبر ريم التي فرحت من قلبها على جبر الله لقلبها وذهبت اللي غرفتها، لتصلي ركعتين شكر لربها 
يوم الخميس 
ذهب كل منهما صباحا ليختاروا الدهب معا وبعدها اوصلها أدهم الي مكان اختيار الفستان لتختار فستان بلون السماء ضيق من الخصر وبه لمعه واكمام عليها طبقه من التل الرقيقة مطرزه بشكل هادئ وينزل بوسع جعلها تبدو به كالأميرات وحجاب بلون الفستان بل اغمق درجه ووضعت التاج فوق رأسها ليزيدها جمالا فوق جمالها واطالت الحجاب بعض الشيء الي الامام فهي في الآونة الاخيرة عند اقترابها من الله وجدت ان ملابسها الفضفاضة ليست كافيه لتختمر أيضا يوم خطوبتها ليلة في العمر هذه الكلمة لا تجيد نفعا عند الوقوف أمام الله واخباره عن سبب التبرج يومها وقررت ان ترتدي هكذا أيضا في فرحها، لم تحتاج إلى مستحضرات التجميل فهي جميلة بفطرتها 
ذهب أدهم ليرتدي بدلته التي تكون كحليه اللون وقميص ابيض واخذ يرتب شعره ويحلق ذقنه ليتجه لمحل الزهور لإعداد باقة من الورد لمحبوبته كما يدعيها "هانم" 
وذهب لمقابلتها وتمني لو أخذها معه ولكن كيف وابيها يكتم أنفاسه يتذكر عندما اوصاه عليها ومنع عنه عده اشياء وهي " متنساش مفيش تصوير، مفيش رقص سوا، ممنوع تمسك ايد بنتي، مامتك الي تلبسها الدهب، اما تقعدوا تبعد عنها بشويه صغيرين والا والله اخدها ونروح" قد ارسلهم له صباحا في رسائل ولكن ما قلل من غضبه هي اخر رسالة وهي " واخيرا انا مش هلاقي أحسن منك لبنتي هات المأذون وانت جاي! "
أبتسم واتصل على صديقه ليحضر الشيخ ويذهب هو لمحبوبته وعند رؤيتها 
أدهم بصمت :.... 
ريم بهدوء ورقه: أدهم 
فاق على صوتها المحبب لقلبه: قلبه وعيونه! ليقول بانبهار ايه الجمال دا اللهم بارك انتي بجد؟ 
ريم بخجل: احم طب يلا 
أدهم بحب: اتفضلي... ورد للورد يا هانم 
ريم بانبهار: الله جميل اوي، شكرا بجد 
أدهم بحنان: والله ما أجمل منك 
ليذهبوا الي القاعة وليحين موعد كتب الكتاب ليأتي المؤذن بعد تجمع العائلتين 
كانت تشعر بسعادة غارمه ها قد صبرت والتقت بمن تمنت وفارس أحلامها الذي عوضها الله لصبرها وايمانها به لتفيق من شرودها بقول المأذون: -
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير 
ليقترب منها ويقول لها: اسمحي لي يا مدام بالرقص دي 
لتجيب: - اكيد يا سي أدهم 
ليرقصوا على اغنيه حسام حبيب 
شايف نفسي فيك وبعدها اغنيه عمرو دياب 
بعد انتهاء الأغنية، امسك يدها ليقبلها وينحني وينزل قبعته الخيالية ليقل 
: اتقبل سمو الأميرة العيش معي للأبد لتكن بقربي؟ 
ابتسمت ريم وعيونها مليئه بالدموع: اقبل 
أدهم بحب بالغ: بحبك من اول ما شوفتك وانتي بترسمي ومندمجة مع الأغنية طريقه مشيتك الشنطة وانتي مسكاها حسيتك مش زي بنات اليومين دول انتي مختلفة عنهم بكثير خطفتيني يا هانم لينهي كلامه بضمها له، وهمس بصوته الهادئ كنتي سألتني اشمعنا انتي ف دي اجابتي واذا كنت ارتبط قبلك ف لا انتي اول واحده تقتحمي قيود باب قلبي وتقعدي فيه
لتجيبه ريم بهيام وخجل: انا شكلي وقعت في شباك يا أفندي 
تمت 
ويخلق من جحيم الوحدة مؤنسا لروحك كي يتلو عليها السلام 
أحببته حتى أقنعني أن ما مر من العمر قبل مجيئه كان انتظارا له.


 بسنت احمد

28 تعليقات

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

  1. عاااش جدا ❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان