
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
"الأُنس بالله
كنت كما الضائع الوحيد، نعتنِي الجميع بأسير الوحدة؛ لم يكن لي أنيسًا، كتفًا ثابِتًا لا يميل، لم أشعر يومًا بالأُنسِ والسكينة إلى أحدهم، نعم، كان حولي الجميع، لكن لم أستأنِس بأي أحدٍ منهم، لم أسكُن إلى أحدِهم، وأتحدث وأبوح عن كل ما يعتري فؤادي من هم، حُزن، صمت؛ فائِض مشاعِر، كلمات لم أبُح بِها بعد، لم أطمئِن في الحديث مع أحدهم، ولم أسكُن إليه، حتى نبض قلبي لوهلةٍ لم أعهد له مثيل؛ قلبي كما الطُبول يقرعُ بشدة!
أحدهم رفع صوت القرآن إلى جانبي، وجدت ضالتي، آنسنِي حديث لم أعهد أُنسه من قبل، هدأت رُوحي، إسترسلت في الإنصات حتى سمعت قوله: «وهو معكم»، يا إلهي! أغافِلٌ أنا لهذه الدرجة؟ الله معي، أنيسي، وأنا أبحث عن الآخرين! من بِيده قلوبهم، ومحبتهم إن شاء صرفها في أي حين! وقوله: «وتطمئن قلوبهم بذكر الله»، أنا من غفلت عن ذكره فلِهذا أحسست بالوحدة، أُقسِم أني سأعود وأستأنِس به؛ فلا أُنس كأُنسِه، ولا وحدة وأنا معه، نعم، كلٌ مِنا يستأنِس بشخصٍ يُكِنُ له مشاعر جميلة، ولكن الأُنس الحقيقي هو الأُنسُ بالله؛ فمن كان مع الله لم يُخذل، يكِل، يمل؛ فمن كان الله معه، كان معه كل شيء، إستأنستُ به، وأستأنِس بصحبة من يُحِبُونه؛ وعن مَن سيتحدث الصالحون عن غيره! أبوح له بِكل ما أُريد، وفي أي وقت، وبأي حالة أنا عليها يقبلُني، ولا يرُدُني صِفرًا أبدًا.
ياسمين حسن. "رفِيقةُ النُجُومِ".
التصنيف
نصوص