
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
صراع مع أمواج يناير
غيابه القاسي عادةً ما يصيبني بالثوران والهياج، ولم لا وأنا مثل البحر ؟! إن لم أثُر في غيابه فمتى أثور إذًا؟!
انطلقت صوت الأغاني من سماعات هاتفي الملقى على الرمال وأنا أنظر للبحر بملامح حادة وشعري مبعثر من الهواء وشفتاي أصابها الزرق، أنظر للبحر باستغاثة فأنهض وألقي بنفسي بين أحضان أمواج البحر، لا أقاوم، ولماذا أقاوم؟ وما الذي سأقاومه؟
فيجذب انتباهي صوت الموسيقى أكثر فأدندن معها وأصرخ فجأة بألم مشتاقة وانهض بين الأمواج واتأملها ثائرة مثلما بداخلي تمامًا وأكمل دندنتي وأنا يغمرني البكاء فتمتزج قطرات دموعي مع غروب الشمس وأتذكر على مر سنوات فاتت غروب الشمس وشروقها بين ضلوعي وفي ذاكرتي جنون العشاق ...
وتذكري بعض أساطير العشق المجنون وتأملي بكاء البعض منهم وكأن سعادتهم هي التي تغرب أمامي، وجدت في النهاية نفس المصير .. يصيبني هذا بالربكة، فيذيد من اضطرابي وثوران أمواج البحر؛ أحياناً يحزنني، وأحياناً يسعدني وأحيانًا كثيرة تربكني سرعة تقلب مزاجي لذلك أنا أرى نفسي مثل البحر في تقلباته السريعة، يصمت تفكيري وتهدأ ذاكرتي لثوانِ وأسقط على الرمال أرضًا ويتأملني البحر في صمت وهدوء وأتأمل نفسي في ضعف وقلة حيلة، لم استطع تفسير حالتي المزاجية فقد كنت في صمت أنا والبحر ولكني أنظر بعيني وبداخلهما نار لا أعلم كانت شغف أم غضب؟من العشق أم من الألم؟ نار لا أعلم هل تدفئ أم تحرق؟ لكنني على يقين أنها إن أحرقت أحدًا ستحرقني أنا وحدي، تتعالى أمواج البحر فجأةً وكأن البحر يخبرني أنه ربح مجددًا الرهان بيننا، أعتدِل لأتحدث إلى بحري وصديقي وأقول بنبرة مبللة مملحة بماؤه المختلط بدموعي " نعم ربحت، ربحت مجددًا ربحت، ولكن كم مرة من الربح سيكفيك؟ ألا تكفيك كل هذه الخدوش في روحي من خسارتي أمامك؟ لماذا هدأت أمواجك يا بحري أتحاول أن تجد ردة فعل مناسبة لحالتي لا تهجد نفسك كعادتي سأظل بجوارك لشروق حبيبتنا الشمس عسى أن تذكره الشمس وأشعتها أننا على نفس الوعد وننتظر قدومه أهدأ يا بحري إذا عاد سأكسب الرهان فقط ولكن على يقين أنه لن يعود كما فقدناه.
هبه القذافي
التصنيف
نصوص