
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
العلاقة المؤذية
علاقة مفعمة بالعواطف والحرارة في الحلو والمر، في العشق والشوق والغضب والغيرة، وتفتقر العقلانية والواقعية، أطرافها تتجنب الواقع وعواقبه، يتم إلهائهم عن الظروف وطريقها، يهربوا بالعلاقة من الحقيقة، تتحول من علاقة...لنوع من أنواع الدفاع النفسي وطريقة (تلطيف وهمي) يخفف الضغوط احيانًا من ناحية أخرى في الحياة اليومية. علاقة تصطدم دومًا ولا تتوافق مع الإطار العقلاني والمنطقي والواقعي، وتسعي دائمًا لتعويض غياب العقلانية بالمزيد من العاطفية المفرطة للموازنة، فتبدو في (بدايتها) علاقة مثالية أسطورية مشحونة بالعواطف والهوى الذي يتحدى كل شيء يقول به العقل والواقع؛ لأنه لو اتخذ العقل والمنطق والواقع مساحة في هذه العلاقة فلن تستمر، لذا تتم إزاحته مبكرًا لتتمكن العلاقة من النجاة بكل هذا الإيذاء فيها.
وبلا شك فإنه يتم تحويل هذا الإيذاء وتغير إدراكه وتشويه الواقع الذي يبدو فيه الإيذاء جليًا ليتم إعادة صناعته وصياغته في إطار عاطفي، وتغيير الأسماء والحقائق فيتم تحويل الاضطراب الموجود في العلاقة والعواصف في حياة الطرفين لأوهام وبيتم تصنيفها على أنها آثار جانبية للحب الكبير أو انعدام إدارة ناضجة لهذا العشق الحار الذي لا يمكن استيعابه...لكنه لا يسمى أبدًا (إيذاء). لذا فإن العلاقة تقوم على تجنب العقل والمنطق وإزاحة الواقع والظروف عن المعادلة؛ تصبح آكثر تهديدًا وخطرًا وعرضة للتحول في أي وقت لعلاقة مؤذية. فوحدها الرؤية المتزنة والتصور للحقائق الواقعية يمكن أن يكون لقاحًا ومصلاً ضد أمراض العلاقات وإنذار للهروب أو إعادة التقيم والبحث عن حلول بديلة للتبرير وتغيير الحقائق.
هبه القذافي
التصنيف
نصوص