قصة فتاة مراهقة | "جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


"قصة فتاة مراهقة"

 كانت فتاة في سن المراهقة تخاف أي شيء، وتهاب أي شيء، وكل من رآها قال عنها طفلة، نعم تحمل بعض صفات الجمال والرقة، لكنها تخاف، كانت لا تسطتيع أن تخرج بمفردها، كان لديها أب يخاف عليها دائمًا من كل شيء حتىٰ من بعض الأصدقاء لديها، وكان دائمًا يقول لها ثقتي فيكِ تكفي العالم بأكمله، لكنه كان خائفًا عليها من هذا العالم الذي لا يرحم أي بنت، وكان لديها أم حنونة، ولكن مثل كل الأمهات المصرية، مَن رآها قال عنها عصبية، وشديدة، نعم هي كانت شديدة لكن مع أبنائها؛ لكي تستطيع أن تربيهم، وفعلًا هي أحسنت تربيتهم، وتمر بعض الأيام، وهذه الفتاة تكبر، ويمر معاها الخوف، ولكن يزداد خوف والدها عليها، وكلما طلبت منه الخروج مع أصدقائها قال لها: لا يا عزيزتي هذا لا يصح لكِ، إذا أردتِ الخروج سيكون معي، أو مع والدتك؛ لكي تكوني في أمان، فكانت هذه الفتاة تذهب لدروسها، وتذهب عند إحدى صديقاتها فقط، ولا يُسمح لها بغير ذلك، كانت فتاة تضع لنفسها حدود من كل شيء، أول هذه الأشياء هو التعامل مع الشباب، فكانت تمنع نفسها من أن تتكلم معهم، حتىٰ لو ضرورة القسوة، كانت لا تتحدث غير مع ابن خالتها وعمتها، وكان بعلم من والدها، وكان لها حدود معهما أيضًا، ثاني هذه الأشياء كانت دراستها، كانت من المتفوقين في مدرستها، وكانت تحصل علىٰ بعض المراكز الأولى، وثالث هذه الحدود كانت تبتعد عن أغلب بنات دفعتها؛ لأنها تراهم غير ملتزمين، وهي تريد التفوق، كان لديها زميلة كانوا دائمًا على خلاف، وكانوا في تنافس في كل شيء، وحتىٰ الآن هكذا، يظل التنافس بينهم علىٰ التفوق، ولديها صديقة أخرىٰ حنونة بمعنىٰ الكلمة، كانت تحبها، وكان والديها يحبونها جدًا، وكان لديها ابنة خالة تعني لها أختها، وحبيبة قلبها، كانت لها بمثابة الأخت، والأم، والأخ، والحبيب، والصديقة، وكل شيء، كانت تحبها مثل حب سيدنا محمد عليه السلام لابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها، كانت تشعر بها دائمًا في حزنها، وفرحها، وكانت تفرح لفرحتها، وتحزن لحزنها، وكانت هذه الفتاة تشعر بالشيء قبل حدوثه، بمعنى عند وفاة جدتها كانت تعلم بوافاتها قبلها ببضع دقائق، كانت قبل حدوث أي مصيبة أو مشكلة تبكي، وكأنها تعلم ماذا سوف يحدث، وحتى الآن هي تشعر بما يحدث، كانت تبكي من أقل شيء، ودموعها تملأ المكان مثل الفيضان، كانت دموعها قريبة جدًا، وتصعب عليها نفسها في كل الأوقات، حتى كانت تبكي مثل الأطفال على الأفلام، وتخاف أي أفلام الأكشن، والآن هي تقرأ الرويات، وتبكي مثل الأطفال، تبكي علىٰ أحداث خيالية، نعم هي تعلم أنها خيالية، لكن قلبها ضعيف لا يتحمل أي شيء، حتىٰ الخيال، تعشق الزهور الحمراء عشق الطيور لشروق الشمس، وتحب الشكولاتة مثل الأطفال، لكن عمرها يتعدىٰ السادسة عشرة عام، لكنها مازالت في حياة الأطفال، حتىٰ والدها يعتبرها طفلة، ويخاف عليها وكأنها في سن الثمانية، كان دائما يعطي لها الأمل في كل شيء وعندما بدأت تقرأ الروايات قال لها: فماذا ياصغيرتي إذا كنتِ كاتبة لرواية مثل هذة؟ قالت له: لما لا سيأتي يوم وسأكون كاتبة لرواية أو لقصة قصيرة، وبدأت هذة الفتاة بقرأة الروايات فكانت تقرأ كل يوم رواية كبيرة وكانت تبكي وتفرح وتتأثر بكل شيء في الروايات وكانت تخشى روايات الأكشن أو الرعب لأنها تظل بقلب الطفلة الذي يهاب أي شيء ويخاف أي شيء وظلت تقرأ لمدة ثلاثة أعوام في فترة الإجازة فقط لكي تحافظ على التزامها بدراستها وقرأت عدد كبير من الروايات مع بكاء طوال الليل ودموع حزن على خيال ليس له أي وجود أو حقيقة وبعدها أسرت على الكتابة فكانت وهي ذاهبة لدروسها ترى غروب الشمس فبدأت بتصويرها والكتابة عليه اقتباسات قصيرة جدًا ومن وقت لآخر ظهرت زميلتها التي تنافسها وبدأت الكتابة معها فكانت تكتب اقتباسات كبيرة عن هذه الفتاة فظهر لديها نوعًا من الطموح العالي وبدأت من تطوير كتاباتها وبدأت في نشرها على صفحتها الخاصة بها وفي يوم كان لديها زميلة رقيقة جدًا تعرفت عليها في الدراسة وكانت تشجعها على الكتابة وقالت لها أنا لدي كيان يطلق عليه "كيان ما وراء قلمك"فماذا إذا اشتركتي فيه وبدأتي بتعلم بعض القواعد أحبت الفتاة هذه الفكرة وبدأت في النشر وبعد فترة من نشرها كان يطلب منها شيء يدعى الارتجال فكانت لا تعلم ما هذا ولا تعلم عنه أي شيء فكان أول ارتجال لها بمساعدة إبنة خالتها التي تظل السند لها في كل وقت وبدأت بتعلم كتابة الارتجال وبعدها تعلمت كيفية كتابة نصوص كبيرة ودائما كانت لا تيأس من أي شيء حتى في كتابتها كان يوجد فيها بعض الأخطاء وكان يتم تعديلها ويتم نصحها وكانت تأخذ كل شيء ببساطة ولا تحزن على شيء بل كانت تفرح لوصولها لتلك المرحلة وكان يتم دعمها وتشجيعها من قبل أهلها وأحبابها وبعد مرور عدة شهور ليست كثيرة بدأت هذة الفتاة في تحديد أصدقاء جدد وتعرف على بنات لديهم موهبة الكتابة وتعلمت منهم الكثير والكثير وأصرت على كتابة قصة قصيرة وهكذا تكون استطاعت تحقيق ما قاله والدها: فماذا ياصغيرتي إن كنتي كاتبة لرواية أو قصه قصيرة؟ وهكذا تكون هذه الفتاة استطاعت تحقيق جزء من أحلامها وستستطيع تحقيق كل أحلامها بقدرة الله وحده وتشجيع أهلها ودعمهم لها وحبها لفعل هذا الحلم. 

لِـ ميرنا مصطفي

17 تعليقات

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

  1. جميله جدا ❤️❤️❤️

    ردحذف
  2. قمـر خالص💙💙💙💙💙💙💙💙💙

    ردحذف
  3. بالتوفيق جميل جدا

    ردحذف
  4. ماشاء الله عليكي ياقلبي 💖👍
    كل الدعم ليكي. أحسنتي 👏

    ردحذف
  5. ما شاء الله عليكي يا روحي ❤
    روعة وجميلة كتييير❤🥳

    ردحذف
أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان