اسكريبت|"جريدة غزل"


لَحْظة

جريدة غزل

الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.


اسكريبت
_يا بنتي هاتي الرقم بالله عليكِ، أنا بقالي ساعة واقف بتحايل عليكِ وحضرتك مش راضية تدهولي، واقفتنا دي أصلًا غلط.
_لا، وريح نفسك بقا وريحني معاك وخليني أمشي.
بزمرجة...لا ومش همشي غير لما أخد رقم باباكي، حتي لو فضلنا واقفين كده طول النهار.
بضيق... وإنت عاوز رقم بابا ليه؟
_غرضي شريف والله بس بالله عليكِ ادهولي بقا... وبكره هتعرفي ليه؟
زفرت بضيق وطلعت ورقة وقلم من شطنتها وكتب الرقم واتدهوله وسبينه ومشيت.
أما هو أبتسم وهو يبعثر شعره بايده بفرحة... عنيدة بس قمر.
_سارو يا حبيبتي ممكن تسيبي اللي فى إيدك شويا.... عوزك فى موضوع مهم.
_حاضر يا بابا.
بساعد ماما فى تجهيز الغداء... لقيت بابا بينادي عليا... سبيت ماما وروحتله.
_نعم يا بابا... حضرتك عاوزني فى إيه؟
أبتسم... خلي والدتك تعملنا كوباتين شاي بالنعناع وتعالي نقعد فى البلكونه.
هزيت دماغي وروحت المطبخ....بس مقلتيش لماما تعملهم...عملتهم أنا وروحت لبلكونة.
بمرح....أحلى خمسينة بالنعناع لأحلي أب فى الدنيا.
أبتسم ومسك الكوباية واخد بوق منها... تسلم ايدك...بس مقلتيش لماما تعملنا الشاي ليه!
قعدت على الكرسي الجانبه.... محبيتش اتقل عليها... كفاية عليها شغل البيت والأكل.
_شايك غير شاي والدتك.. بس كُل واحدة شايها أحلي من التاني.
أبتسمتله... بابا دا جميل... أنا محظوظة بأن عندي أب زيه... الأب الحنين رزق... وأنا ربنا حط رزقي كُله فى بابا وماما... أجمل أتنين فى حياتي.
_حبيبي يا بابا بالهنا والشفا.
_إنتِ أكيد عرفة إني بحبك قد إيه...وبخاف عليكِ وعاوز مصلحتك.
بتلقائية... عرفة يا بابا.
أخد نفس عميق...في واحد متقدملك وجاي بالليل.
قمت اتنفضت من مكاني بفزع وعينيا اتملت بالدموع... وبصوت مخنوق قولت... تاني يا بابا مش اتكلمنا فى الموضوع دا وقفلنه.
قام مسك ايدي وحضنها وبايده التانية مسح دموعي البدأت فى شق طريق على وشي.
_ أهدي يا سارو يا حبيبتي... أنا قوتلهُ على مرضك وكُل حاجة...بس الولد مُصرِ يجي ويقعد معاكِ.
اتريمت فى حضنه بوجع...أنا مش ناقصة وجع قلب تاني... كفاية عليا تعب قلبي.
شدد على حضني... واللهِ يا بنتي أنا بتوجع أكتر منك كل مرة... بس الواد شكله شاريكي... وأنا الصراحة نفسي أشوفك فى عصمت راجل... أنا مش هبقالك أنا ومامتك طول العمر....لينا يوم ومشين من الدنيا دي ومش عاوز أسيبك لوحدك.
رفعت وشي...بس...
_اشش المرة دي وبس... عشان خاطري لو حصل زي كل مرة أنا الهقفل الموضوع دا وللابد.
_ماشي يا بابا... بعد اذنك هروح أصلي الظهر.
بأس رأسي... ربنا يسعدك يا بنتي.
سبيته ودخلت أوضتي... قعد على السرير وأنا حطى ايدي على قلبي.
_شكلنا هنبات فى المستشفي النهاردة.
محديش كامل... الكمال لله وحده... أنا مريضة قلب واكتشفت دا من خمس سنين... رضيت وقولت نصيبي وحمدت ربنا ومعترضتيش...بس الناس مؤذية وبستمتع وهي بتبيش فى جروحك... كُل ما واحد يتقدم ويزونا ويعرف إني مريضة قلب ميقررهاش تاني غير كلام مامت كُل واحد بيتقدم بيكوي وجعي.
_عندها القلب!...لا أنا مش موافقة هو ابني معيبوب عشان ياخد واحدة تعابنة.
_القلب! وابني هيسرف عليها ولا على علاجها.
_وابني ياخد واحدة عندها القلب ليه!دا مهندس قد الدنيا وليه مكانته... دا البنات فى العائلية مستنين أشارة منه...قوم يا ابني واجوزك واحدة صحتها بوبم.
كلام كتير سمعته.. وفى نهاية كُل زيارة اقعدلي فترة فى المستشفي...بعد ما حالتي ما بتدهور...مسحت دموعي وقمت اتؤضيت وصليت الظهر...دعيت دعيت كتير بان الزيارة دي تعدي على خير...غير إني بتعب أهلي بيتعبو معايا دموعهم ما بتنشفيش من على خدهم طول الفترة البقعدها على فى المستشفي.
فتحت عنينا بنعاس...على أيد بتهزيني والكانت ماما.
_سارة يا حبيبتي إيه النايمك على الأرض كده.
نمت على سجادة الصلاة... من غير ما أحس.
_كُنت بصلي ونمت بعدها على السجادة من غير ما أحس.
هزيت دماغها وبسطت أيدها على خدها بحنان.
_ابوكي قالي إن فى واحد جاي يتقدملك بعد العشاء بإذن الله.
هزيت دماغي بحزن... أنا مش عاوز أطلع.. أنا مش ناقصة وجع قلب..بس مقتدريش اكسر كلمة بابا.
_اقولك على حاجة.
_قولي.
_حاسة براحة لأول مرّة.... من المرّات القالي أبوكي فيها إن جيالك عريس... سلمي شؤونك لله هو ادرا بحالنا أكتر منا.
_ونعمه بالله.
بابتسامة... طب قومي صلي العصر عشان نتغدا وننزل نجيب شوية حاجات لبيت لزوم الزيارة.
_حلو الفستان صح.
كان صوت شخص ورايا فواقني من سرحاني ...كنت بتفرج على فستان فى بترينا... جميل قوي.
_إنتَ تاني.
بابتسامة... يوم الصُدف وبصراحة أحلي صُدفة فى حياتي.
بضيق...وبعدين معاك يا جدع إنتَ.
_كُل خير...مش هتبركلي... انهاردة هروح اخطب البنت القلبي دقالها... ادعلي بس بأنها توافق على العبد لله.
_بطل تضايق فى بنات الناس وهي هتوافق.
حك شعره بحرج...حاضر.
سبيته ومشيت وبصراحة مش عارفة إيه الصُودف التجمعك بشخص مرتين فى يوم واحد!
_جاهزة يا سارو.
قاعدة على السرير بفرك في أيدي بتوتر... أصعب وقت على أي بنت وقت الرؤية الشرعية... الواحد بيبقا في قمة التوتر والخجل بيتمنى ساعتها الأرض تشقه وتبلعه.
خرجت وأنا مسكه فى أيد بابا بستمند منه القوة...بابا هو قوتي وسندي فى الدنيا بعد ربنا طبعا....بدعي ربنا دايمًا بأنه يحفظه هو وماما ليا.
_منورنا يا ابنى.
_ربنا يحفظك يا عمي.
 قلبي دق من نبرة صوته... حسه إني سمعتها قبل كده... كان طبعا وشي فى الأرض من كتر ما أنا خجلنًا.
بابا استأذن أنه هيرد على مكالمة الفون.
_تالت صُدفة النهاردة.
رفعت عيوني لمصدر صوته لقته هو ومبتسمّ... إنتَ.
بضيق مصتنع...على فكرة إسمي يحيي مش إنتَ.
بغيظ....طب يا يحيي ياللي مش إنتَ...جاي تعمل إيه هنا!
بسخرية.... جاي أشرب شاي بنعناع...بيقولو إنكُم بتعملوه حلو قوي...قولت اجاي اجربه عندكم بدل القهوة.
_إنت جاي تستزف هنا.
_بت إنتِ هبلة...رؤية شرعية ولابس بدلة وجايب جاتوه والورد لفندر البتحبيه... وشكولاته برضه من النوع البتحبيه...وبتسئلي جاي بتعمل إيه... الحدق يفهم بقا!
بشهقة....إنت العريس.
بسخرية من ساذجتها....لا أمُه.
_على فكرة إنت مش محترّم.
_الله يخليكِ... مقوتليش رأيك موافقة صح.
بتوتر... إنت عرفت إني....
قطعها.... عارف وشئ بنسبالي عادي... أنا أمنيتي فى الحياة إني اصحه وإنتِ بتقري آيات الله بصوتك العذب واصحه عليه...دا بالدنيا باللي فيها عندي... إنتِ أول دقة قلب وعاوز اتوج دق قلبي فى الحلال.
واقف.... أي معلومة عاوزة تعرفيها عني اسألي باباكي أنا قوتله على كُل حاجة عني... هستنا ردك بعد تلات تيام بعد متصلي الاستخارة...واه عرفت الحاجات البتحبيها من أطفال الملجأ.
"ماذا فعلت يا غريب القلب بقلبي...احيتتهُ بعد ما دفنو بكلامتك اللطيفة"
بعد ما مشي باب قالي على كُل حاجة... إن هو من واحد من المتبرعين للملجأ البحفظ فيها القرآن للاطفال وشافني وعجبته...وكمان قال لبابا على لما واقفني فى الشارع وطلب رقمو مني وتاني مرة فى المول... بصراحه احترمه على صدقه مع بابا بعيد عن رخمته... بابا قالي إنه وحيد ومامته متجوزة فى دبي بعد وافت والده... وعنده مكتب للاستشارات القانونية.
عدى تلات تيام.
_ قرارك إيه الواد واجع قلبي ودماغي من صباحت ربنا... كُل شوية يرن عليا فى الشغل يسئلني عن قرارك.
بلعت ريقي وبتوتر....هو يع.. هو يعني لو وافقت مش هبقا بظلمه معايا.
قعد جانبي ومسد على شعري... مدام هو عارف وموافق يبقا لا....هاا أقوله موافقة.
هزيت دماغي بكسوف وأنا بخبي وشي فى حضنه.
_يا أم سارة بلي الشربات وزغرطتي...ست البنات هتبقا أجمل العرايس.
بعد شوية كنت فى أوضتي بصلي وبعدها لقيت فوني بيرن...لقيت رقم غريب فمردتيش... الباب خبط.
_ادخل.
الباب انفتح وبابا دخل.
_ردي على يحيي... هو البيرن عليك.
هزيت دماغي وببص لقيت الفون بيرن.
بابا أبتسم وخرج.
_السلام عليكم.
بهدوء... وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
_أنا على فكرة استأذنت باباكي قبل متصل...وكمان أخدت رقمك مُنه...ولما مردتيش اتصلت بيه.
_آه ما هو أنا مبردوش على أرقام غربية.
_أحسن برضه...احمم كنت عاوزك أخد رأيك في حاجة.
بارتباك...احمم اتفضل.
بهدوء..أنا كُنت عاوز أعمل كتب الكتاب مع الخطوبة...يعني عشان اعرف اتعامل معاكِ باريحية ونعرف بعض أكتر... ودا برضة برضاكِ ولو مش موافقة... كانك مسمعتيش حاجة.
بتوتر... أنا مش عاوزة.
تنهد بحزن... تمام.
بدموع...أنا مش عاوزة الخطوبة كمان.... أنا مش عاوزة أتجوز....بالله عليك تفهمني ومتزعليش مني.
بحزن...طب ممكن اجي واقعد معاكِ...بالله عليكِ مترفضي.
_ماشي كلم بابا واستأذنه.
_حاضر...فى رعاية الله.
قفل وبعد ساعة سمعت صوت باب الشقة بينفتح.
الباب خبط...ودخلت ماما.
_ايه دا مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه؟
واقفت ومسحت دموعي...هو يحيي جايه!
_آه بره منتظرك فى الصالون.
خرجت وروحت عند الصالون أخدت نفس عميق وبعدين خبطت ودخلت.
_السلام عليكم.
واقف بلهفة... وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
_طب أنا هروح اقراء الوّرد ... شويه ورجعلكم.
بابا خرج ورحت قعد على كرسي بعيد عنه.
_ليه كُل البكاء دا طيب... لو ارتطبنا ببعض مضيقك كده... أنا مستعد إني موركيش وشي مرة تانية.... بس الله عليكِ متبكي.
_لا مش مضيقني...بس ضميري بيأنبي كُل شوية عشان وافقت على الإرتباط منك... أنا كده بظلمك معايا... إنت تستاهل واحدة أحسن مني...واحدة سليمة جسديا مش مريضة...
قطعني بنرفزة... اوعي اسمعك تقولي كده تاني... ظلم إيه البتكلمي عنه...أنا عارف كل حاجة من الأول وموافق وارضي فين الظلم دا!...ياسيتي لو ظلم ياريت كُل الظلم الي فى الدنيا يكون زيك... هتبقا الدنيا عسل.
أبتسمت كلامه زي البلسم على جروحي... كلامه بيطبطب علي قلبي ويطمن روحي.
_ أيوا ابتسمي وخلي الشمس تنور دينتي... ابتسمتك هى الشمس البتنور حياتي.
_أحمم مش كفايا غزل كده حوش شويا لبعد كتب الكتاب.
بابتسامة... واهو كذلك برضه.... بصلي... يوم الخميس هعدي عليكم ع الساعة ٨ عشان نروح ننقي الشبكة والفستان.
_يالا يا سارة قومي البسي يحيي زمانه جاي عشان نروح نجيب الشبكة.
"صدق الله العظيم" قفلت المصحف... حاضر هقوم أصلي العشاء وهلبس.
_طيب يا حبيبتي هروح أشوف باباكي خلص ولا لسه.
دخلت أوضتي ولسه هروح أصلي... لقيت الفون بيرن... لقيت رقم غريب... فكرته يحيي عشان نسيت أسجل رقمه... وكمان الفون باظ وعمتله سوفت.
_السلام عليكم
_وعليكم السلام... إنتِ سارة محفوظ خطيبة يحيي الألفي؟
باستغراب... أيوا... حضرتك مين؟
بضيق...والدته.
بفرحة... بجد... حضرتك عاملة... أنا نفسي اشوف حضرتك قوي.
بكُره... وأنا مش عاوزة أشوف خلقتك... اتقي الله وابعدي عني ابني... مش على آخر الزمن ابني يتجوز واحدة ومريضة... وحسك عينك تقولي ليه على المكالمة دي.
قفلت الخط فى وشي...عيطت لا ارديًا.. كلامها خناجر رشقت فى قلبي...جريت اتوضىء وأروح لرحيم بعباده اشتكيله .
_طنط شوفيلنا سارة أتاخرت ليه.
_حاضر يا ابني.
_دخلت ودقيقة لقيت صريخ جريت أنا وعمي محفوظ... لقيتها ... لقيتها ساكنة فى حضن مامتها ... والدتها بتتكلم بتوهان.
_بنتي ماتت... بنتي ماتت على سجادة الصلاة... عروسة الجنة....بنتي ماتت....ماتت وهيا عروسة ومفرحتيش.
بابها سند على الباب وعيط بوجع.... اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه.
أنا... أنا رجلي مشلتنيس قعدت على الأرض ودموعي عرفت طريقها على خدي.... مبتسمة وشها زي الورد كأنها حورية
 رايحه لجنتها.
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةَ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً}
الكُل مشيه الكُل جاي تأدية واجب.... بيفضل الحزن والوجع لناس الأقرب ليها.
"سكنتي الفؤاد يا أجمل الحوريات"
استأذنت من عمي محفوظ أدخل أشوف اوضتها لو لمرّة واحدة.
دخلت اوضها بخطوات بطيئة ومن غير روح... اوضتها جملية زيها بلونها البنفسج... ومكان المخصصها لصلاة.. وريحة البخور.... قعدت على السرير وأنا بغمض عيوني... حاولت امنع دموعي بس مقتدريش... لقيت ورقة تحت المخدة فشيلت المخدة... لقيت مصحف ورقة تحته.
مسكت المصحف وبالايد التانية الورقة وفتحتها لقيت الكلام دا.
"السَلامُ على قَلبُ لا يعرف الكُره، السَلامُ على قَلبُ لا يهب غير اللطف، كُنت اعلم بأن الرحيل سيكون قريب، حظرتك كثيرًا بالابتعاد، لكنك كنت تصُم أُذُنَيكَ عن حديثي، هذا كتاب الله الذي تمسكُ بيدك كَان هِدية من شخص عزيز على قلبي، ليس لي عزيزًا آخر بَعد والدي والدتي، لكنهمُ تركت لهمُ ذكريات كثيرًا ستعوضهمُ عني، وهذا الكتاب سيكون الذكرى الوحيدة مني لك، وصيتي أن تحتفظ بِيه وكلما ترتل آية من آيات الله تذكرني وادعو لي، أبدأ حياتك من جديد لا توقفها على أحد، كُلنا راحلون"
                                                                                        "سارو"
"لا تحزن سنتلقي يومًا فى دنيا آخري خاليًا من تلك الأشخاص المؤذية، لا يكن فيها سوًا أناس طيبون لطفين يشبهوك".
حواديت.
روان محمد

3 تعليقات

أضف تعليقًا مُشجعًا ..

أحدث أقدم

شاهِد أيضًا

إغلاق الإعلان