
جريدة غزل
الوصول صعب ولكن معًا نستطيع. .. جريدة غزل لدعم الكُتاب عن طريق نشر كتاباتهم بأنواعها لتصل إلى القُرَّاء بسهولة، لمؤسستها سها عبد النبي، تحت إشراف تطبيق وجريدة لَحْظة.
"اللهم أجِرني في مُصيبتي"
"اللهم أجِرني في مُصيبتي واخلُف لي خيرًا منها"، رددها دائمًا إن أصابك ما يُؤلِمك ولم تعد تطيق تحمُلَه؛ أُم سلمة هند بنت أبي أُمية بن المُغيرة عندما تُوُفِي زوجها "أبو سلمة عبدالله بن الأسد" حزنت حُزنًا شديدًا ونال الحُزن مِن قلبها ما نال، فتذكرت ما حثها زوجها من الدُعاء على أن تُردِده إن أصابتها مُصيبة "اللهم أجِرني في مُصيبتي واخلُف لي خيرًا منها" ولكن حدثتها نفسها كيف سيأتيني خير مِن أبي سلمة؟! لكنها في نهاية الأمر رضيت واحتسبت ورددت هذا الدعاء بقلب صادق، مُتوكل على الله، مُوقِن به، فتزوجت بِمن هو خير من كُل الرجال وليس أبي سلمة فحسب؛ تزوجت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحياة صعبة، والطريق طويل، والزاد قليل، المشقة كادت تقسِم الظهور والقدر العسير نال مِنك ما نال كما فعل بي يا صديق، فهلُمَّ نُرددها بقلوبنا قبل ألسِنتنا، نُبصِرها بعين القلب أولًا؛ عسانا نُجبر ويُأنس بنا ونستأنِسُ بما يُشرح صدورنا ويُخبرها يقينًا "إن بعد العُسر يسرًا"، عسى أقدارنا تنال مِن هذا الدعاءِ نصيبًا فنسعد و يذهب عنا داء الحُزن، مِلئِ يقينٌ أن بعد الكسرِ جبر، وبعد العُسرِ يُسر، مِلئِ يقين أن الله جابِرُني ولو بعد حين، مُوقِن أنا بالجبر؛ فقد نزل بي ما لم أتخيل يومًا أني سأطِيق حَمله والصبر عليه، ومدنِيَ الله بمدد بكيت لِجماله، نزل بي ما لو أخبرني أحدهم يومًا أنه سيُصِيبُني أُقسِمُ أنه ما بقى لعقلي رزانته ولا طاقة لِحمله، أُقسِم أني أعلم يقينًا أنَّي وقتها لو جُنِنت ما عاب عليَّ أحدهم أو لامني مُحِب، ولكنها معية الله فحسب؛ أدركتني في جوف المخاطر والتِيه، حفظ الله لي عقلي وديني وهذا ورب الكعبة يكفني، أدعوه ومِلئِ يقين "اللهم أجِرني في مُصيبتي واخلُف لي خيرًا منها" وسأظل أدعوه باكية، مُستبشِرةً بالخير والجبر عما قريب؛ فأنا عبدة رحيم، جبار، حتى وإن تأخر الفرج فحتمًا سيأتي يومًا، وإن لم يأتي فمرحبًا بأقدارٍ وإبتلاءاتٍ إصطفانا الله بها؛ لِتُكفِر عنا مِن الذُنوبِ ما لا نطيق أن نُحاسب عليه، ورفعت في الجنة قدرنا ومكانتنا فوالله وبالله وتالله هذا أجمل بكثيرٍ من أن يُرفع عنا الابتلاء، لكنه رحيم بعباده؛ يرفع البلاء ويُمحي الذنوب ويخلِف بالخير ويرفع في الجنة والفردوس درجات تُذهِب العقل مِن جمالها، خلَف الله علينا جميعًا بالخير وعفى عن الذنب وأبدلنا خيرًا مما رُفِع عنا لِحكمةٍ لا يعلمها سواه.
لـِ ياسمين حسن"رفِيقةُ النُجُومِ".
التصنيف
نصوص