"وجع الفراق"|"جريدة غزل"

وجع الفراق

مؤلمة تلك اللحظة التي رأيتك فيها نائم، ولم تنطق بكلمة، ولم تتحدث مع أحد، وعيناك مغلقة، ولايوجد هناك أي حركة منك، لم يكن هناكَ وجعٌ للفراقِ أقوى من هذا الفراق الغليظ، لقد كان فراقك كاسر أضلعي، وكان هذا الحزن ممتد لداخل أعماق قلبي يوم هجرانك عن الحياة، سيرتُ إلي المنزل بعدما الجميع غادر، نظرت إلي مكانك، ولم أراكَ بعد، نظرت إلي صورك، وكلي مكبلة بالدموع، نظرتُ إلي صورتك، ورأيتُ نظراتك، وعيناك، التي لم أنظر لها مرة ثانية، نظرت إلي كل مكانٍ في المنزل، والشوارع، والمدينة، ولم أراكَ بعد، آهل هجرت، وتركتني؟ 

آهل ذهبت عن عيني؟ لم يكن فراقك أمرًا عاديًا بالنسبة لي؛ لقد كان السبب الوحيد في تدميري، كتبتُ لك اليوم، وكلي يقين أنك مازلت معي في كل مكان، مازلت معي ضحكتك، نظرتك، كل شئٍ مازال محفور داخل هذا القلب، ومازال اسمك محفور بداخلي يا فقيد عيني، لم يكن لدي خذلان، ولا كسرات بهذا القلب إلا بعدما رحلت، وتركتني، وفارفت العالم، لكنني مؤمنة بقضاء القدر، وأنتظر كل يوم رجوعك؛ وأنا أعلم أنك لن تعود، لكنني أوهم نفسي حتى أقاوم العيش بسلام؛ حتى تكون سعيد، وفخور بي، أنك ذهبت، وتركت ورائك ذكره بقيت معي، ولا تزال معي للأبد؛ وهي الأخلاق التي ورثتها منكَ، لكن أعلم أننا سنتقابل يومًا ما في الجنة، ودرجاتها العظيمة، وهذا الذي يريح قلبي على الحياة، نظرتُ للعالم، وأنا لم أبكِ، ولم أظهر ذلك الوجع الغامض، لكن عندما يحل الليل ينطق قلبي بأنني حقًا اشتاق لك.

 نور احمد السقا